بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 6 ديسمبر 2018

مجلة البيت الثقافي العراقي التونسي العدد السابع لسنة 2018 صباحاتي....... جميلة بلطي عطوي

مجلة البيت الثقافي العراقي التونسي

العدد السابع لسنة 2018


صباحاتي.......

جميلة بلطي عطوي



 
في زاوية الصّمت رصّفتُ حقائبي ، دثّرت غضبي بلحاف الصّبر ، امتطيتُ مقولة الحكمة تهوّن المصاب الجلل.
كلّ صباح كنتُ أعانق شعاع الشّمس ، وإن غاب أعتلي صهوة الزّمن ، مع الطّيور أخفق بجناح الأمل في انتظار أن توصلني الرّحلة إلى شاطئ الأمان لكنّ التّيّار كان عنيدا ، كلّما سعى الخطو إلى التّقدّم صدّه بصلف صاديّ وتكالبت عليه الطّفيليّات من كلّ حدب وصوب تكبّله وتعيق حركته .رياضة يمارسها هذا الوقت الرّديء، يجنّد لها الأعوان ، يُغريهم فيسيحون في الأرض غثاء هادرا، يتكالبون على مزيد الحفر والنّبش والكسر والغنيمة تلمع في العيون سرابا خلّبا. يُسقطون كلّ القيم فلا هويّة ولا إنسانيّة ، يدوسون على الآلاف المؤلّفة تشقى من جوع وظمإ ولا مغيث.
صباحاتي تلك قَدَر مقدور أُقبلُ عليها بشغف وخوف ، أفتحُ لها بصري وسمعي فيتوزّعان بين رغبة ورهبة ، يومي قنديل أستنيرُ به في حلكة الرّحلة لكنّ العتمة تتحدّاه " تقدّ قميصه من دبر" فتتلجلج ذؤابته ، تكادُ تركعُ تحت صفعة الرّيح.
تلك الذّؤابة ُ، مهجتي تصمدُ في وجه القنوط ، في لجّة اليوم تركبُ قاربها ، تجدّفُ ، تهمسُ في أذن الوقت : لستُ وحدي ، أنظرْ، حولي القوارب تتجمّع والمجاديف تُشهر سيوفا في وجه الموج الهادر ’ تُعانق زرقة البحر , تَلبسُها درعا في وجه الطوفان .رحلتنا جماعيّة ، جبّارة ، إبحار تختفي معه الحدود فتعانق الأرض السّماء وتنتصب منصّة العدل.
شمس ودفء، خضرة ومحاصيل وصباحاتي كما عهدتها في وطني أغنية وتراتيل وأنا أحضن مذياعنا القديم , أدندن في بهجة أغنية تمتصّ تعب المرهقين.
" يا ناس حبّوا النّاس
اللّه موصّي بالحبّ
الحبّ فرح النّاس
يا ويل لما بيحبّ" .
تونس.....24 / 11/ 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق