بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

العدد العاشر لسنة 2015 ... أنغام خالدة ..... المقام العراقي





العدد العاشر لسنة 2015

أنغام خالدة

المقام العراقي







المقام غناء تراثي عراقي يغلب عليه الارتجال والتنقل ببراعة بين مختلف المقامات الموسيقية المعروفة .
وعادة ما يغنى بمصاحبة الآلات الموسيقية إذا كانت المناسبة دنيوية … أما إذا كانت المناسبة دينية فعادة ما تسقط الآلات الموسيقية ويبقى فقط الدف.
تاريخ المقام  غير معروف تماما فمنهم من ينسبه للعصر العباسي ومنهم ينسبه إلى 500 عام خلت أي للعصر العثماني .
يشبه المقام من الناحية الموسيقية موسيقا المناطق المجاورة … كالمقام الإيراني أو الأذربيجاني شبها تاما ويقترب كثيرا من المقام الطاجيكي والأوزبكي ويختلف بفرو قات صغيرة .

المقام غناء كلاسيكي عراقي بحت قد يشبه من الناحية المقامية المقامات التي تستعمل في البلاد العربية ..ولكنه يتناولها بطريقة مختلفة مميزة وبأسلوب هذا التناول والأداء .

يتألف المقام من عدة مقاطع لا تقبل الزيادة أو النقص أهمها الارتجال الكامل الذي يعتمد على السمع وينطق بالحنجرة وبالتنقل على السلالم الموسيقية بطريقة مضبوطة خالية من النشاز.
ونستطيع التأكيد المقامات هي غناء فني وضعه ولحنه مغنون عراقيون ووضعوا له القواعد والأصول التي لا يجوز بأي حال من الأحوال البعد عنها ولا يجيدها إلا من تعلم القواعد والأصول .

للأسف لم يدون فن المقام وذلك عائد لاستحالة كتابة الانتقالات الكثيرة وكثرة النغمات وتشابهها تشابها قد يعجز المدونين … كما أن قلة المتعلمين ( المدونين ) في القرن التاسع عشر كان سببا مهما لعدم كتابة المقام.

مقومات المقام العراقي :

النغم
يتألف المقام أو كل مقام من المقامات من نغم معين كالبيات والراست والصبا والحجاز والديوان والسيكاه والجهاركاه والحسيني ، وهذه هي الأنغام السبعة التي تتكون منها المقامات .

الشعر
ويشكل الشعر احد مقومات الهامة والرئيسية ، حيث لا يمكن قراءة المقام دون وجود نص شعري .
وعادة ما يكون الشعر مؤلفا من نوعين :
1 – شعر عربى فصيح : من امهات الشعر الكلاسيكي العربي والشعر هذا له اوزانه وعروضه التى يكتب عليها وقد قام العالم احمد الفراهيدي بتقسيمها الى ستة عشر بحرا شعريا ولكل بحر نوع من الموسيقى فعندما تقرأ شعرا من البحر السريع تدرك هذا البحر من خلال التقطيع الموجود به ، اى التفعيلات ، ويستخدم في الشعر ب 33 مقاما عراقيا. وعادة ما يستخدم للشعر الفصيح المقامات التالية : الرست والبيات والحجاز والحسيني .
2 – الشعر العامي الشعبي : مواويل وقصائد شعبية ..وتستخدم المقامات التالية : الابراهيمي حجاز كاركرد المحمودى الناري شرقي دوكاه الحديدي باجلان المخالف المرمي مخالف بهرزاوى حليلاوي جبورى محمودى راشدي مسجين كلكلي عريبون عرب شرقي رست مكابل  قطر مدمي حكيمي .

وهناك مقامات يشترك بها الغناءان وهي مقامات : اللامي والصبا .

الإيقاع
الإيقاع احد مقومات المقام الأساسية والإيقاع ملازم لكل انواع الموسيقى ، فكل مقام يرتبط بوزن معين لا يجوز تغييره ، وقد يغنى مقام معين بوزنين مختلفين ، فيغنى جزء منه مع الوزن الأول حتى بلوغ مرحلة معينة من مراحل طوره ثم يتحول الوزن فيغنى الباقي من المقام مع الوزن الثاني .

من الصفات المميزة للمقام العراقي وجود كلمات وعبارات معينة منها عربية ومنها غير عربية يرددها المغني اثناء قراءة المقام في مواضع معينة دون أن تكون لها أي علاقة بالشعر المغنى وبدون ضرورة ظاهرة تدفع قارئ المقام الى ترديدها ولكل مقام كلماته المميزة التي لا يتم إلا بترديدها مثل كلمات يار ومعناها يا وليفي ، جانم ومعناها روحى ، بدادم معناها انجدني ، افندم معناها سيدي وهنالك كلمات عربية تردد أيضا دون أن تكون لها علاقة بالشعر مثل يا غنم ، يابه ، اوه ، يا عيوني ، أويلي ، ووجود كلمات عربية لا ينفي وجود كلمات اعجمية بل توجد اكثرها معا وهناك سؤال يقول ما سبب بقاء هذه الألفاظ العربية وغير العربية كجزء من المقام لا يمكن التخلي عنها اذا لم يكن هناك ضرورة موسيقية لترديدها أثناء قراءة المقام ، يقول الرجب وهو خبير في المقام العراقي ان المغني يستعين بهذه الكلمات على أداء المقام اذ بدونها لا يمكن تحريره وتأدية قطعه أو مياناته ، فاذا أبدلناها نحاذر ونخاف على ضياع المقام ولاكن الأستاذ قوجمان يقول أني أخالف الرجب في هذا التحليل الذي يعزو بقاء هذه الألفاظ إلى عجز المغني عن تحرير المقام بدونها والى خشية المغنين من ضياع المقامات ، كما أخالفه في أن عجز الموسيقيين إلى الآن عن تسجيل المقام على نوتة هو بسبب تمسكهم بها والبقاء عليها ، ليس لترك هذه الكلمات والعبارات العربية والأجنبية أي تأثير موسيقي على المقام ذاته طالما يؤديه المغني أداء صحيحا ، ولاكن تأثير الكلمات الحقيقي ينحصر في تحطيم الوحدة المترابطة للمقام أو الإخلال بها جزئيا ، فأي حذف يؤدي إلى ضياع المقام موسيقيا .

طريقة الأداء:
لكل قارئ مقام طريقة يقرأ بها المقام عن سلفه وربما حاول تغييرها أو تطويرها فالمقام من هذه الناحية نظام من النبرات والتقلبات الصوتية يجرى أداؤه بروحية معينة ، وقليل من المغنين يدرك هذه النبرات ويكون واعيا لها بل اغلب المغنين يقوم بصورة مقصودة بتقليد النبرات الصوتية التي سمعها من سلفه ، لذا يصعب وصف وكتابة الروحية التي ينطوي عليها المقام العراقي وحدة مترابطة بكل مقوماته ، ويتضح من ذلك ارتجالية المقام وبالتالي اختلافه عن الموسيقى الحديثة .

المقام والنغم بالعراق
يمتاز العراق بان له فناَ زاخراَ يميزه عن باقي البلدان العربية ،ألا وهو فن المقامات ونغماته التي ترسخ في نفسية الفرد العراقي الأصيل ، لذا نشاهد المقام في كل نواحي الحياة الاجتماعية ابتداء من المهد إلى اللحد

1- منذ ان يولد الطفل تقوم الام بتنويمه وهى تغني له على نغم المثنوي – دللول با ولد يبني دللول
2- في الزورخانات (النوادي الرياضية) كان المرشد يضبط إيقاعه على الطبلة ويغني لهم ما يلائم ألعابهم وخصوصا على مقام البنجكاه
3- عند الباعة عندما ينادي الباعة لترويج بضائعهم وخصوصا الذين يبيعون الخضار والبضائع المختلفة وهنا يستعمل الباعة نغم الركباني
4- في الافراح و الحماس للمعارك كانت تستخدم الهوسة الشعبية
5- عند التعازي ، حيث يقوم القارئ بالنعي بواسطة مكبرات الصوت فيكون على نغم القزازي وعند التغسيل على نغم السفيان
6- المجالس الحسينية ويقرأون بالبداية على نغم الماهورى أو سفيان أو خلوتى أو ركبانى
7- في الموالد والمدائح النبوية حيث يقرأ المقام وبأنغام فرحة عند مدح الرسول (ص) ويتحول الى نغم به حزن عند الذكر اى ذكر عظمة الله
8- في قراءة القرآن الكريم ويمكن تمييز القرائة في المدرسة العراقية عن القرائة في المدرسة المصرية ويقرأ على انغام الطاهر والماهوري وخلوتي والعشيران
مجمل القول ان العراقيين وخصوصا اهل بغداد من فرط انهماكهم في الانغام والالحان طغى على اذواقهم طغيانا عظيما حتى الناس لا تسمع خطيبا أو قارئ قرآن إذا لم يكن ذا صوت عندليب منغ

تـصـنـيـف الـمـقامـات
كانت المقامات تزيد على ثمانين مقاما ، وقد اهمل الكثير منها لأسباب متعددة منها لأنها ناقصة من الناحية الفنية ومنها لكونها متشابهة , والبعض لعدم توفر الشروط وبعضها تحول إلى وصل أو قطع صغيرة ضمن حركة مقام معين ومنها من لا يتسم بالروح العراقية ولا يتفاعل معه المستمعون ، وقد أورد الرجب في كتابه عن المقام العراقي ثلاثة وخمسين مقاما ،وأفاد أن الأنغام التي تتفرع منها كل المقامات عراقية ، ولاكن هنالك بعض المقامات ليس عراقية بل تركية أو فارسية وغيرها ، ولاكن المقام العراقي يبقى الأكبر بينها

تصنف المقامات إلى قسمين الأول هي مقامات الفصول والثاني مقامات غير داخله بالفصول وهى تضم كل المقامات الأخرى

مقامات الفصول وتنقسم إلى خمسة فصول وهى :

بيات    حجاز   راست  نوى     حسيني
بيات    حجاز ديوان     راست  نوى     حسيني
ناري    قوريات منصوري        مسجين داشت
طاهر   عربيون عجم    حجاز   عجم    أورفه
محمودي         عربيون عرب  جبوري بنجكاه  أرواح
سيكاه   ابراهيمي        خنبات  راشدي أوج
مخالف حديدي                     حكيمي
حليلاوي                                      صبا


مقامات خارج الفصول :

الجمال  الهمايون         نوروز عجم     البشيري         الدشتي
بيات عجم       المثنوي السعيدي         القطر   خلوتي
نهاوند  البهرزاوي       المكابل شرقي راست    شرقي دوكاه
الكلكلي المدمي حجاز آجغ       التفليس باجلان
الحويزاوي      الأوشار حجاز كار كرد            

الآلات الموسيقية المصاحبة للمقام هي : السنطور – الجوزة – الطبلة – الدف وأحيانا العود .

















(منقول بعناية)








العدد العاشر لسنة 2015 .... عالم الفن .... لوحات عالمية





العدد العاشر لسنة 2015

عالم الفن

لوحات عالمية



إخترنا لكم في هذا العدد مجموعة من اللوحات لرسامين عالميين نتمنى أن تروق لكم.


الرسام السويدي ألبرت غوستاف 1854-1905م ولوحة لفتاة مع أبيها الصياد، وهما في البحر هذه النظرة المشتركة القاسية في عيون الفتاة وابيها تحكي الكثير من القصص






لوحة العذراى العشرة، لللرسام الفلمنكي هيرونيموس فرانكيس الأصغر (1623-1578 Hieronymus Francken II) سنة 1616م وهي تصوير لمثل ورد في الأنجيل عن عشرة من العذارى ذهبن للقاء. خمسة منهن امضين وقتهن في الأستعداد للقاء وحملن زيت المصابيح وخمسة لم يفعلن فحل الليل الدامس، وشاهد العرسان من يحملن المصابيح وظفرن بهم..







الرسام السويسري زوبر بوهلر (1822-1896 Zuber Buhler) رسام كلاسيكي، يربط دوما في لوحاته بين الطفل والحلم واللعبة، منظومة السعادة التي نهدمها حين نكبر. ولوحة طفلة جميلة تتأمل المرآة، خلال بضع سنوات ستختلف نظرتها إلى المرآة، من الشعور بالبهجة إلى البحث عن العيوب.






الرسام الفرنسي ليون جوزف 1833-1922م له رسومات مشرقية جميلة (خصوصا بدو مصر) ولوحة حلاق السويس رسمها سنة 1876م








لوحة للفنّان الأنجليزي تشارلز إدوارد 1839-1918م ولوحة لفتاة تمارس القراءة تحت ظلال شجرة البرتقال برائحتها العطرة رسمها سنة 1878م







(منتقاة بعناية)




العدد العاشر لسنة 2015 ...أخبار الفن والفنانين ... مخرج مسلسل باب الحارة يعيد إليها مجموعة من الشخصيّات التي غابت عنها




العدد العاشر لسنة 2015

أخبار الفن والفنانين

مخرج مسلسل باب الحارة

يعيد إليها مجموعة من الشخصيّات التي غابت عنها






يبدو أن المفاجآت المتعلقة بمسلسل "باب الحارة" ما تزال تظهر تباعاً؛ فبعد أن أعلن المنتج محمد قبنض عن استحواذه على حقوق إنتاج أجزاء جديدة من المسلسل الشامي الشهير، حيث تنازل الكاتب مروان قاووق لشركة قبنض عن حقوق إنتاج العمل الذي قال إنّه أنجز نص الجزء الثامن، كشف قاووق عن مفاجآت جديدة ستظهر في العمل بجزئه الثامن، مشيراً إلى أن شخصيات غابت عن العمل ستعود من جديد، وثمة شخصيات جديدة سيتصدى لها العديد من النجوم.
ووفقاً لما ذكره موقع "نواعم"، فإن الكاتب مروان قاووق أعاد شخصية العكيد "أبو شهاب"، التي يؤدي دورها الفنان السوري سامر المصري إلى المسلسل، وتعود الشخصية بعد غياب طويل حيث كانت قد ألغيت الشخصية من العمل بعد خلافات بين سامر المصري والمخرج والمنتج بسام الملا.
ومن الجدير بالذكر أنه ضمن الشخصيات التي سيعيدها قاووق الشخصية الكوميدية وصاحبة المشاكل في العمل "أبو غالب"، الذي جسد دوره الفنان السوري نزار أبو حجر، وغاب عن العمل بعد خلافات أيضاً مع بسام الملا مخرج العمل.
علماً بأن شركة "قبنض" تستعد لتصوير الجزء الثامن من المسلسل مطلع العام المقبل 2016، وذلك لغاية الآن حيث لم يتم الاتفاق مع أي مخرج أو فنان، ومن المستبعد أن يوافق الممثلون ونجوم العمل على الانتقال للشركة، خاصة كما أكد موقع "نواعم" أن الحكم القضائي ليس بخصوص "باب الحارة" بأسمائه وشخصياته، وأن المخرج بسام الملا ما زال يملك العمل حيث من الممكن أن تقوم الشركتان بإنتاج العمل، إلا أن "باب الحارة" الخاص بشركة "قبنض" سيحمل اسم مختلف عن اسمه السابق.







(منقول بعناية)








العدد العاشر لسنة 2015 ... من هنا وهناك .... العرس القبائلي في العادات والتقاليد الأمازيغية




العدد العاشر لسنة 2015


من هنا وهناك


العرس القبائلي في العادات والتقاليد الأمازيغية






يخضع الزواج التقليدي القبائلي خضوعا عجيبا لعادات اجتماعية ثابتة، تتضمن قيما خاصة يتمسك بها هذا المجتمع تمسكا شديدا لدرجة أنها تأصلت جذورها ورسخت في أذهان أصحابها، فأصبحت عندهم من المسلمات التي تميز ثقافتهم والتي لا يمكن الاستغناء عنها، وصارت من أساسيات التراث الثقافي لديهم والذي يتوارثونه أبا عن جد.








"ثيكسيوين" فستان الأعراس القبائلية

لم تختزل الأيام الثلاثة الخاصة بالعرس القبائلي في يوم واحد مثلما هو الحال في عدد من المدن الجزائرية فيتحول بذلك إلى لوحة تشكيلية متمازجة الألوان، فوحدها "الجبة القبائلية" بفصالتها التقليدية التي لم تغرها صرعات الموضة تزينها ما لا يقل عن عشرة ألوان زاهية تعرف لدى الجزائريين بالألوان القبائلية التي يتم الحصول عليها من الطبيعة، وعلى رأسها اللون الوردي "الحاد" والبرتقالي المائل للاصفرار والأخضر الفاتح البراق والأحمر القاتم وتزيد "الفوطة" من جمال الجبة القبائلية التي تحاط من فوق على مستوى الخصر، تلك الأشكال الهندسية الدائرية والمربعة والثلاثية التي تتفن النسوة رسمها باستعمال خيوط "الزڤزاڤ" وهي خيوط مسننة الجانبين مصنوعة من القطن الخالص ألوانها لا متناهية تحول الجبة القبائلية إلى لوحة فنية تكاد تنطق حسنا وزهوا،وللمرأة القبائلية دور كبير في احياء المناسبات السارة "الأورار" ويتداول في المجتمع القبائلي ان المرأة تستهلك الغناء مثلما تستهلك الخبز فإن الغناء أو "أشنا" بالأمازيغية يحرم عليها في حضرة الرجل.
وتقول "تسعديت" أن الجبة القبائلية هي اللباس الذي يميز المنطقة في الأيام العادية وكذلك في المناسبات، فلن تجد أبدا امرأة قبائلية ولو كانت تعيش في أوروبا بدون جبة قبائلية، حتى أن الكثير من الموديلات تنشأ من فترة إلى أخرى، ففي كل سنة يستغرب القادمون من العاصمة أو المغتربون من ظهور موديلات أخرى أحلى وأجمل، وتؤكد تسعديت أنها تملك خزانة كاملة من الجبات القبائلية وفي كل مرة تخيط موديلا آخرا.




العروس القبائلية بمهر لا يتجاوز 100 دينار

ما تتطلبه إجراءات الزواج من نفقات الخطوبة والزواج في منطقة القبائل عملية سهلة، لا تحتاج إلى تمحيص كبير أو تعقيد، ولا تتضمن أية أساليب ملتوية أو غير مباشرة، فمجتمع القرية مجتمع محدود، يرجع في الغالب إلى أصل واحد بفضل صلة الدم أو صلة النسب والمصاهرة.والشاب القبائلي عندما يرغب في الزواج، فإنه لا يتجرأ على قول دلك علانية لوالديه وإنما يتوجه إلى شخص معين سواء كان قريبه أو صديقه ليكلم في ذلك والد الشاب، حينئذ تخرج أم الشاب للبحث عن المرأة المناسبة، فتجول أنحاء القرية والقرى المجاورة حيث لا يردعها عن ذلك أي رادع، وتواصل بحثها حتى تعثر على الفتاة التي ترى فيها كل المواصفات التي تبحث عنها، ثم ترجع لتخبر ابنها أنها وجدت الفتاة المناسبة له ثم يذهب بدوره لرؤيتها ومعاينة ذوق أمه.
والفتاة القبائلية لا تشترط شيئا على العريس سوى قطعة نقدية تقدر قيمتها حاليا ب 100 دينار من أجل العمل بما جاء به رسول الله "والتمسوا ولو خاتما من حديد" بالإضافة إلى وجوب حضور أهله في العيدين الفطر والأضحى ليس من أجل المهيبة فهي غير موجودة في المجتمع القبائلي، بل من أجل التبرك بهاتين المناسبتين وكذا من أجل تقارب أكثر بين العائلتين، إلا أن الشاب القبائلي لا يمكنه أن يقدم فقط هذه القطعة النقدية بل يعمل على إهداء عروسه جبة قبائلية مصنوعة بجودة عالية وقبعة "القاشوش"بالإضافة إلى طقم من الفضة وكذلك أشياء أخرى بسيطة وضرورية لإقامة العرس.




التحضيرات المسبقة قبل اليوم الموعود

قبل أيام من موعد العرس، تجتمع النساء يوميا بمنزل العريس لتحضير كمية كبيرة من الكسكسى، ويتخلل هده العملية أجواء احتفالية بهيجة بقاء أشعار خاصة بالمناسبة وغناء و رقص، ونفس الأجواء تسود دار العروس التي تحاط بعناية خاصة وتقام طقوس عديدة من بينها إشعال الشموع ورمي الملح عند مرورها. وعشية ذهاب العروس إلى بيتها الجديد تقوم عائلتها بتحضير لها حمام تتكفل بهده العملية امرأة مسنة تدعى "القبلة" وهي العجوز التي تقوم بنفس المهمة لجميع بنات العائلة.
في صبيحة يوم القران يموج بيت الخطيبة بالمدعووين من الجيران والأقارب، وتتطوع النساء والفتيات بالقيام بكل خدمة تحتاج إليها الخطيبة وأهلها من غسل أو طهي أو خبز أو إحضار الماء أو ترتيب المكان للحفل وإعداد صواني الحلوى، وتتفرغ أخريات لتزيين العروس زينة خاصة، وعند الغروب يضاء منزل العروس ومكان الحفل، ويغدو أهل العريس وأهل العروس رجالا ونساء وأطفالا. ويجلس الرجال في المكان المخصص لهم أما النساء فيدخلن المكان الذي به العروس وصديقاتها ويبدأن بالغناء المصحوب بالطبل أو الدربكة والتصفيق والزغاريد وتتردد عبارة:" يَا ثولاَوِين أبذومت ثِيغراثِين"، ثم يحدد العرس بيومين: يوم لوضع الحنة ويوم لتزف فيه العروس إلى بيت زوجها.
وهنا تقول "الطاوس" أن التحضيرات للعرس القبائلي من أجمل الأيام التي مرت عليها لدى تحضيرها لزواج العديد من أقاربها، خاصة الفرحة والبهجة التي تطغى على بيت العروسين، وتضيف الطاوس أن الأجواء لا يمكن أن توصف في يوم أو يومين.





ليلة الحنة في بلاد القبائل لا بديل عنها

تسمى المرحلة الأولى "أحباس الحنى" أو ما معناه حجز العريس والمحافظة عليه حتى لا تصله القوى الشريرة وفي هذه المرحلة يجهر المختص بالتحنية أنه وضع الحناء في مكان آمن وبعيد لا يراه الوحوش ولا تصله الأفاعي والشياطين ثم تأتي المرحلة الثانية اي مرحلة استرجاع الحناء ويقال انها وصلت الصحاري البعيدة وأعماق البحار واخيرا المرحلة الثالثة أين تتم تحنية العريس الذي ينهض بعدها ويكسر إناء الحناء برجله اليمنى أمام المدعوين ويدل هذا السلوك على معنيين الأول هو الانتماء إلى جماعة الرجال المحترمين ووضع المرأة تحت نفوذه وتصرفه والثاني حصوله على شيء جديد من حيث علاقته بمن ينتمي إليهم وتتغير مكانة العريس ابتداء من تلك الليلة.
تهيئ العائلتان أنواعا وأشكالا من الحلويات و الكسكسى واللحم والمرق للمدعوين .بالنسبة لبيت العريس فهو مخير بين ذبح الثور وإن لم يستطع فخروفين أو خروفا واحدا و في هذا اليوم بالذات لا يطبخ اللحم في بيت العريس بل يكتفي بالاستقبال المدعوين بمأكولات، وبعد تناول العشاء يتوجه العريس إلى بيته الخاص ويلبس لباسا جديدا متمثلا في قميص، برنوس حذاء، وقبعة، ثم يتوجه إلى الجماعة التي يشكلها جميع أهله وأقاربه بساحة المنزل العائلي و يجلس العريس على حصير أعد خصيصا له و يؤتى بالحنة والمنديل توضع عليه القصعة التي تحضر فيها الحنة. ترافق هذه العملية بزغاريد النساء المتعالية والأشعار الخاصة بهده المناسبة مع ترديد مواويل خاصة "ثيبوغارين" ومدائح دينية، ثم توضع الحنة في يد العريس الذي يقوم بتكسير الصحن. يصاحب هدا الفعل مرة أخرى زغاريد النساء و طلقات البارود. يكلف الشخص الذي أوكلت له مهمة وضع الحنة على يد العريس بلف الصحن المكسور داخل منديل و يعطيه لأهل العريس للاحتفاظ به في مكان آمن خوفا في استعماله لأغراض مشبوهة. و بعدها يجمع المال من طرف كل المدعوين كل حسب استطاعته و دلك مساعدة منهم للعريس و هدا ما يسمى ب " ثاوسا".
وتكتسي ليلة الحناء أهمية قصوى في العرس القبائلي من حيث دلالتها الاجتماعية بالنسبة للرجل وليس للمرأة، فهي عند الرجل القبائلي شرط استيفائه الرجولة وتحمل المسؤولية بل خطوة نحو الارتقاء الاجتماعي، ونظرا لأهمية ليلة الحناء فهي تتصدر اليوم الأول من الأيام الثلاثة الهامة التي يمتد اليها العرس ويسمى هذا اليوم "أعقن" أي الأمر الواضح والرسمي، وتبرز أهمية ليلة الحناء عند الرجل القبائلي في سائر الطقوس والمعتدات التي ترافق جلسة الحناء في العريس، ففي هذه الليلة يجتمع الأهل والأحباب عنده لتناول العشاء قبل تحنيته عندها يعمد الرجل الذي اوكل له شرف تحنية العريس لمكانته الاجتماعية في السلم العائلي أو البيئة المحيطة الى وضع أمام العريس كل ما يرمز إلى الصفاء والطهارة من ماء وحلي فضية وبيض بعدها يبدأ بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والتعوذ من الشيطان من خلال أبيات شعرية.
وفي المساء تزف العروس إلى بيت زوجها، فتجلس في مكان خاص اعد سلفا لها، وبعدها يتوجه إليها العريس حيث يقدم لها مبلغا من النقود بمثابة " ثيزري" ويتم كل ذلك في جو من الغناء والابتهاج المقرون بالطبل البلدي "اضبالن" ويؤدي الشباب والرجال على السواء رقصات تقليدية خاصة، وهنا يتقدم المدعوون واحد تلو الآخر بتقديم ما يعرف بنقود الطبال "ارشق"، وقد جرت العادة في منطقة القبائل أن يلجأ أهل العروسين بعد إتمام العقد إلى أحد المشايخ ليعمل "تحويطة " أو ما يحجب عرسهم عن الحسد ولتبطيل أثر أي عمل مشبوه.





"إضبالن" بديل الزرنة في العرس القبائلي

لا يخلو أي عرس قبائلي مهما كانت المكانة الاجتماعية لأهل العرس من "اضبالن" أو الطبابلة باللهجة العامية الجزائرية وهم فرقة الموسيقيين الذين يستعملون الطبل والمزمار والبندير "امنداير" أدوات موسيقية رئيسية ووحيدة في إحياء المناسبات السارة من زواج وختان، ويطلق على هؤلاء ايضاً اسم "افراحن" أي صانعو الفرح والبهجة وهم معروفون بتنقلاتهم الكثيرة من قرية إلى أخرى ومن بيت إلى آخر ويكثر الطلب عليهم من قبل العائلات التي تعيش في المهجر بالأخص في فرنسا والتي تعود إلى الوطن موسم الصيف عموما لزفاف ابنائها أو طهارتهم وهم يسترجعون مع فرقة الموسيقيين كل عبق الماضي، ورائحة البلاد والارتباط بالأرض، وكل شيء مسموح عندما تحضر فرقة "اضبالن" إذ حتى النساء القبائليات اللائي لا يبرحن البيت ولا يخرجن يسمح لهن بالوقوف أمام البيوت ليشاطرن الرجال فرحتهم ولا أحد يطلب من زوجته الدخول إلى البيت أو الاختباء وراء الباب وكثيرا ما تجد العجائز في غمرة الفرح بلباسهن التقليدي الأصيل يتغلغلن وسط الرجال ليرقصن هن بدورهن والفرحة تملأ وجوههن ولكن العجائز فقط، وبمجرد انصراف فرقة اضبالن لا يتأخر الرجال في أمر نسائهن بالدخول إلى البيوت وغلق الأبواب. وعادة ما تتكون فرقة"إضبالن" من ثلاثة إلى خمسة عازفين، العازف على "اتيلوث" الغيطة أو المزمار والعازف على "انضبل" الطبل والعازف على "امنداير" البندير، وكانت الغيط تستعمل خصيصا من قبل (اسكلاوين) وهم المنحدرون من السود الذين استقروا في بلاد القبائل وعرفوا بعدها بحرف محددة مثل الجزارة والحدادة والموسيقى، ومثلهن مثل الرجال تجد في المجتمع القبائلي فرق نسائية للموسيقى تدعى "ثضابلت" وجدن استجابة لقيمة "الحرمة" بين الرجال والنساء للمرأة القبائليية ان تغني كما أسلفنا في حضرة الرجل ولا يجوز للرجل أن يخترق جلسات النساء فكانت الحاجة لفرق فنية نسائية تحيي حفلات العروس في بيتها وتملؤها فرحا




عادات قبل دخول العروس بيتها

وبالنسبة لعادات دخول العروس إلى البيت الزوجية تقول الحاجة "جيجيقة" بأنه ولابد أن تخطو أول خطوة بقدمها اليمنى وذلك للتفاؤل ولكي يكون دائما من أهل اليمين لكي يكون قدمها قدوم خير، وهناك من يعطي العروس وبخاصة حماتها في يدها اليمنى أي نوع من النبات مثل "النعناع " لأن في اعتقادهم أن النباتات رمز للخير، وفي اليد اليسرى تسلمها إناء فيه القمح الذي يرمز للخصب والذرية الصالحة، وأثناء الزفة ترش العروس بالملح لدرء العين والوقاية من الأضرار.
وفي صباح اليوم التالي للزفاف وفيه يزور أهل العروس ابنتهم لتقديم الصباحية وهو فطور خاص يعد من اللحم و الفواكه والحلوى، ويباركون لها صباحيتها، هذا من جهة العروس أما من جهة العريس فعلى أهله أن يهنؤوه ثم يأتي الأقارب والأصدقاء وتقدم لهم الحلوى، الكعك والفواكه.
وتضيف الحاجة جيجيقة أن هذه العادات متوارثة منذ اجيال سابقة ولا يمكن لأحد أن يتجاهل هذه العادات والتقاليد مهما كان متعلما أو مغتربا عن المنطقة لأن هذه الأخيرة من الأشياء الضرورية التي هي مرتبطة بثقافتنا وهويتنا والتي لا يمكن أن نرضى لها بديلا، كما أنها تقاليد مرتبطة بالخير والفأل الحسن والحرمة التي تميز مجتمعنا.




احتفال اليوم السابع عند القبائليين

أما عن اليوم السابع فتروي عنه الحاجة "جيجيقة" أنه وبعد زفاف العروسين يحتفل بهذا اليوم كما يحتفل بالصباحية، حيث تظهر العروس في أحسن مظهر من حيث الزينة والملبس وتقوم باستقبال الضيوف الذين يأتون للاطمئنان عليها وعلى أحوالها مع زوجها عائلتها الجديدة، وفي هذا اليوم أيضا يتم تحزيم العروس بحزام صوفي من طرف طفل صغير يكون من عائلة العريس، بعد ذلك يرافق العروس موكب إلى منبع القرية لتأتي بالماء وفي طريق عودة الموكب يتغنى المرافقون وتطلق النساء الزغاريد وتردد أشعار خاصة بهده المناسبة. ويعد الأسبوع خاتمة لفترة تدليل العريس والعروس وإعفائهما من كثير من واجباتهما، وبداية من اليوم الموالي يبدأ الزوج حياتهما الجدية في القيام بمسؤوليتهما في خدمة الأسرة في كل ما تتطلبه الحياة العملية.





قيمة الزواج والتقاليد القبائلية


يكتسي الزواج التقليدي القبائلي قيمة اجتماعية بارزة، لأن مدلوله حقيقة ملموسة في الحياة اليومية، فهو إذن سلوك متكرر يكتسب، يتعلم، و يمارس اجتماعيا ترتضيه الجماعة بل تفرضه. كما أن الزواج التقليدي القبائلي عادة اجتماعية توضح أسلوبا أو سلوكا اجتماعيا من طرق الخطبة، عقد القران والزواج إلى غير دلك من السلوكيات التقليدية، فالزواج مظهر من مظاهر القيم التي تمثل القوى المحركة للمجتمع القبائلي الذي لا يزال مفتخرا بأمازيغيته وكذا بهويته الذي لم يستطع الزمان القضاء عليها.



(منقول بعناية)