العدد السادس لعام 2014
قراءات
التحليق في دائرة الآماني قصيدة
 –هارب منكِ إليكِ –
للشاعر علاء الأديب
عدنان أبو أندلس
عدنان أبو أندلس

التحليق في دائرة الآماني قصيدة
 –هارب منكِ
إليكِ –
للشاعر علاء الأديب
عدنان أبو أندلس
عدنان أبو أندلس
بدءً ولأول وهلة وبتشخيصٍ ضمني
,
يلاحظ بأن العنوان جاء بمفارقة جميلة تشّدُ
المتلقي وتستدرجهُ يقيناً من أن يقرأ النص كاملاً ,
فإن الذي صورهُ خيال الشاعر ليس بالسهولة
التي تفضي إلى إفصاح نسبي ,
ربّما قدّ مر بضائقة حياتية ساعتها
,
لذا جاءت بهذه الصيغة للفرار –هارب منكَ
إليكِ –
حيث الهروب له أركان تستجمع حروفه المتباعدة
في حالة النجاة والخلاص منها –مايهرب منه –مايهرب إليه –سبب الهروب
,
هذه حالات إستثنائية يمر بها الفرد لحظة
هيجان جمعي كـ الخوف –التهديد – العيش بمأمن وغيرها من متطلبات الخلاص كما اسلفنا
.لكن يبقى السؤال المطروح ! كيف كانت صياغتهُ أي العنوان بهذا الشكل كإستحالة جمع الأضداد
والمفارقة ذاتها – منكَ إليكَ –
يمكن أن يقال حينها قد تفصلهما –واوالعطف
–المحذوفة كتركيب أرصن من بقائها ,هذا النص بفقراتهِ الأربعة يستهل بحرف التمني –ليتني
- لشّدة الضائقة المواجهة والتي تلائم حالة –هارب –مبتدأ النص بتحولاتهِ من صورة لأخرى
, كأن يقول : ليتني –هارب كي أخلص –أنجو ,كلها جاءت بأمنيات ضمن دائرة خاصة وخاضعة
لجاذبية الدوران فيها – منكِ صعود طوعي – أمنيات إليكِ هبوط قسري – جاذبية – لقوة تجذبها
إليه ,وكما في دائرة ما بدأها بنقطة وإنتهائها بها محورياً بتجاذب الرغبات يقول فيها
: ليتني تحملني فوق جناحيها فراشة وتسافر – بي ِإليكِ أماني بالتحليق روحاً بصيغة جسد
تتمنى السمو كي تسبح في دوائر محورية للخلاص بعيداً عن ضيق طوق الروح –سفراً على جناح
سرعة لقطع مسافة لم تكن في حسبان قياسات فكرية لحظتها ,
بل أمنيات مذخورة من حدث مضى
,
كانت قساوته بطعم الرغبة بنجاة إسطورية
.
ليتني تحملني كلّ الأماني كبساط الريحِ
ترميني كما قطرةِ مسكٍ بيديكِ
كذلك جاءت فقرة هذا المقطع تكملة لما ورد
من حيث الحدث والتدرج بأمنيات ,
بساط الريح –أسرع مما بدأها – جناح فراشة
–وهكذا طبقاً لشّدة الحالة الراسخة في طلب النجاة : ليتني أبحر في أمواج شوقٍ بأشتياقِ
الشفةِ العطشى لعذب الماءِ أغدو شاطئيكِ هنا تتبدل الحالة بتدرج آخر لصيغ الخلاص ضمن
التحليق –السفر –فحالة – أبحر –نوع من التحليق أفقياً كالأرضي بمدياتٍ أبعد في الرؤية
من سابقيهِ ,
لأن الغور باعماق النفس تشخص الحالة المراد
منها –الحياة –بمعانيها ومسببات بقائها : ليتني ... أهربُ منكِ لا إلى غيركِ ..بل دوماً
إليكِ النفي جاء لمتكلبات المرحلة بعمق التمني من عطش روحي –لذة –نجاة – شوق وغيرها
, أنها مفردات معمقة في بنية المقطع الزاخر بإستبطانات أراد كشفها بهذه الصور التي
إختلفت عن المقطعين سالفي الذكر كانت للتمني فقط ,
والتي إختزلها بإيضاح مفردة فراشة فقط –أما الفقرة
الثانية –بساط الريح \قطرة مسك –فقد تدرج في بناء مفرداتها طبقاً لمذخورات الأمنيات
المستعصية أنذاك –اللحظة –والتي خزنها في مخيالهِ والتي تكرر ذكرها كحقيقة لما جاءت
متدرجة وفق هذا المعيار البياني وكلأتي ك جناحي فراشة –سفر = تحليق بساط الريح –قطرة
مسك = سمو أمواج شوق –شفة عطشى – عذب ماء =نجاة أن هذه الحالات –تحليق –إستقرار –نجاة
–يلاحظ هبوطها كلها في دائرة الأماني وفق متطلبات محققة ربما في مخيلة طازجة بحلم قد
يتحقق يوماً . كركوك – 18-8-2
=======================
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق