العدد السابع لعام 2014
إلى بغداد
"ذكراك تثملني وفراقك يقتلني"
الكاتبة فاتن الكشو

إلى بغداد
"ذكراك تثملني وفراقك يقتلني"
الكاتبة فاتن الكشو
لكن مهلا،
مهلا أيتها الشوارع والمباني ! مهلا أيتها
المدينة العتيقة ! هل تسامحينني؟ هل تسامحينني إن غبت أو ابتعدت ؟أم أنك تغضبين كما
الأم حين يتركها ولدها ويهاجر؟ أقسم بمياه هذا النهر وبالتراب الغالي أنك تسكنين بأعماقي
وأني لن أتخلى عنك مهما غبت أو ابتعدت ومهما طوحتني الآلام... هذه مياه حبيبتي وحبها
الساكن فيّ لن ينسيني حبك والانتقام صار أغنيتي التي تتردد بداخلي: "الأحذية الغليظة،
الأيادي النجسة والأرجل الوسخة والذمم الملطخة..."
قسما بطهرك يا مدينتي أنني سأحطم من حطمك
وأنتقم...
لا بد من طريق يوصل إلى الذين يحاولون اغتيال
أنفاسك وقتلك ولو ضاعت مني التي أحب فأنت هنا... وهناك... وبداخلي... وبأعماقي تعيشين،
تتنفسين ترقدين، يضوع عطرك كعقد ياسمين أو قلادة من عنبر...
مهما حاول الأنذال سحقك فستظل ورودك يانعة
وحقولك خضراء وماؤك زلال...يا زهرة نبتت بقلبي وبقلوب عشاقك...
بغداد !!! انفجري ! ثوري ! حطمي أغلالك
! قولي ها أنا ذا ! سنذود عنك، سنفديك بأرواحنا، بدمنا، بأنفاسنا...
حبيبتي الراقدة هنا في هذا الماء... وحبيبتي
بغداد التي تضمني إلى صدرها إلى صدرها الحنون... سننتقم من الخونة فعودي إلى بهجتك
ولا تبكي شهداءك الأبرار فهم هنا، أرواحهم ترفرف في فضائك وتستنشق شذى أزاهيرك الفواحة...
رغم الدخان ورغم الحرائق ورغم الدمار أنت
أنشودة على شفتي ربيع أخضر سيحل هنا قريبا فلا تحزني يا حبيبتي واحضني الامل الذي ستلدينه...
=============
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق