العدد السابع لعالم 2014
قراءات
قراءات
نهايات اللّذة الحادة
قصيدة لامارتين
للشاعرة عفاف السمعلي
بقلم الناقد
الأستاذ عدنان أبو أندلس

نهايات اللّذة الحادة
قصيدة لامارتين
للشاعرة عفاف السمعلي
بقلم الناقد
الأستاذ عدنان أبو أندلس
الأستاذ عدنان أبو أندلس
لنذهب بعيداً باستطراد عفوي لنقول : ربما كانت حياة الشاعر الفرنسي – لا مارتين
– وصراعاته مع الحياة المريرة التي عاشها في ضنكٍ ، هي التي قادت الشاعرة السمعلي إلى
التوظيف بعنونة قصيدتها بما يخالجها حينها
، التأثر الكلي نتج حالة من تناص وتضمين للرؤى العينية ، من حيث ديباجة أولية ممهدة
بنطق شفاهي وتأثر يلوح في الملامح حال النطق ، من خلال بداية يتحرى المتابع القريب
لها ، فالمكابدة تتوسم في بناء روحي وكما قلنا – فلسفي تعالج الروحية التي تغور بأعماقها
، من معاناة مقارنة لكسب القوت اليومي بينهما ، رغم الإغراءات المتشابهة كماً ونوعاً
للصراع . فالشاعر هو من رواد الفكر ومن طبقة راقية ارستقراطية المولد والمنشأ، قادتهُ
الظروف إلى عيش حياة المكابدة وعدم الرضوخ والركون لملذات عابرة , تعمقهِ في الفلسفة
والإلهيات والتصوف ربما هي أحد أسباب ابتعاده عن دنيا الترف ، لذا كان تخليدهُ من قبل
الشاعرة على هذا الأساس ربما يمكن الأخذ بهِ
من قبل المنصفين لحالته تلك : :
على ضفاف فلسفتي
رمقني نهر السّان بنظرة غرق
تنهّد لامرتين
وسكب السّؤال تلو السّؤال
أين أنا منك يا طفلتي؟
نلاحظ إنها بنت رؤاها على أساس فلسفة مستمدة
من حكمة الشاعر وتأثرها به ، حتى نهر السين وظف على أساس عمق طبيعي بارز وشهير ،هذه
نهايات حادة للتوظيف ، فللشاعر لامارتين إصدار أولي بتأثير الفلسفة عليه هو – تأملات
شعرية – وموت سقراط –أيضاً برؤى متشابهه لكنهة الفكر الذي ولجهُ مبكراً، أسئلة تتوالى
بأجوبة تكاد تكون محيرة بحرف تأملي :
أزهر حبّه زهر لوز
فتورّدت وجنتاي
لي عندك أحلام
ودماء تثور
أن إظهار الأسئلة جلياً في مقاطع النص يثيرنا
إلى استعجال الإجابة ، ويمكن أن نلاحظ التناص
والتضمين من حالة أستننطاق كمي لهذه المفردات الضاجة بإلحاح إلى المذاق النهائي
وفق توظيف محكم غريزي في روح تبتعد عن المناخ السائد من معترك هذه الحياة الرتيبة
.
كلّما نطقتك شفتاي
لي عندك شرفةُ القمر
ومطر مطر
مطر يعاودني
مطر يعاودني
بغيث القبلات
التشبيه كان مرتكز النص أو قل المقطع هذا
–نطق الشفاه –شرفة القمر –غيث القبلات –كلها مضاءة بتوهج جمعي –لذة –إشراقه – وغيرملموسة
أو حسية بل روحية :
لي عندك تضاريس أنوثتي
وحقيبة الذّكريات
لي عندك ورودي الّتي رويناها
بعبق الأمنيات
0كما أسلفنا بعنونة القراءة –النهايات الحادة
للذة – يمكننا أن نلمسها في مفردات ثنائية لها أو نقول ربما إضافة كلمة تسبق التي نحن
بصدد ذكرها وهي : زهر اللوز – شرفة القمر -تورد شفتاي –أحلامي –نطق شفتاي – غيث القبلات
–تضاريس أنوثتي – حقيبة الذكريات –عبق الأمنيات –هذه لوحة تشكيلية بألوان حياتية مقارنة
حادة بنهاياتها وصولاً إلى غاية مرجوة منها ، ألا وهي اللذة بحكمة غايتها الوصول إلى
الهدف المبتغى ،ولو عرجنا ثانية لتقاطر المفردات –ضفاف – نظرة غرق –تنهد –زهر اللوز
–تورد الوجنات –فور الدماء وغيرها ، لم نتحرى ‘استنطاق صريح للكلمة وتفكيكها بل صراحة
القول –على ضفاف فلسفي ، لم تقل عين الكلمة بصراحتها لأنها مازالت على ساحل المعرفة
تتأرجح ، فتوالت أسئلة الذات من صميم ركيزة أساسية هي مذخورة لدى عارف خاص بنهايات
اللذة الحادة – المشرقة ، بعذوبة السؤال –الأمنيات وغيرها –حيث غيث القبلات –تضاريس
الأنوثة من أقوى التوظيفات للمفردة وصراحة البوح بها ، هذا ماوددت أن أشير له في النص
وكأنهما مفردتان مضاءتان للنص بروح فلسفية توائم ما نهج عليه الإنسان عند تفسيره لكنهة
الغريب وغير المتعارف عليه:
كركوك -5-أيلول -2014.
=========================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق