العدد السابع عشر لسنة 2014
بأقلام أصدقاء البيت
أبا الفضل
للشاعر ..عوّاد الشقاقي
وقفتُ على ربعِ البلاءِ أُعاتِبُه
وفي القلبِ وقدٌ ليسَ يخمُدُ لاهِبُه
تيمَّمْتُهُ كُرهاً لكُرهٍ لما جرى
لهاشمَ في رمضائِهِ وهْوَ نادِبُه
وكان به مغبرَّ أقوى منازلاً
وقد أنزلتْ بلواهُ فيهِ عقارِبُه
فرزءٌ بهِ عمَّ البريّةَ رزؤهُ
حَياءً بوردٍ أعجزتْهُ مشارِبُه
وكانَ يلومُ النّفسَ يحملُ وزرَها
وقد حملَتْ ترمي الهُداةَ كتائِبُه
ويعصِفُ فيهِ الذنبُ حتى أحالَهُ
يرى منهُ في مرآتهِ مَن يُعاتِبُه
تخطّفَ سيفُ الكفرِ فيهِ دِعامَهُ
وقد كان فيهِ قد أعزّتْ جوانِبُه
أقولُ لهُ : ياربعُ مالَكَ موحشاً
تنكّرتَ بعدَ العهدِ مَن أنتَ طالِبُه
جفوتَ غداةَ الطفِّ ديناً ورحمةً
بسبطِ الهُدى مامن نصيرٍ يُنادِبُه !
ألمْ يكُ فيما قد أخذتَ عن الهُدى
من الحكمِ فيهِ ، للنجاةِ مذاهِبُه ؟
ألمْ يكُ منهُ النورُ ضاءَ بطيبةٍ
فأودتْ بليلِ الظلمِ فيها كواكِبُه ؟
فخرَّ كسيرَ النّفسِ تلويهِ شهقةٌ
مِن العُذرِ إذ شحّتْ عليه حلائِبُه
وكان بهِ أنْ روّعتْهُ فواجعٌ
بأنَّ حسيناً أُستُبيحتْ مضارِبُه
فكانَ بيومِ الطفِّ قامتْ قيامةٌ
طَوَتْ رَهَباً فيها الفؤادَ مصائِبُه
فطفلٌ هنا بالنقعِ والدّمِ ذاهلٌ
ولم يكُ في هذا تأصَّلَ جانِبُه
ومن ظمأٍ أعْيتْ عليهِ سبيلُهُ
فأنفذَ أمرَ اللهِ نورٌ عواقِبُه
فقامَ وقد شدَّ الإباءَ عصائِباً
وصبراً أذاقَ الموتَ والموتُ راكِبُه
وحاسرُ في قلبٍ هناكَ مولّهٍ
بغضبةِ دينِ اللهِ فيها تواكِبُه
فقامتْ وقد شدَّتْ من الصبرِ عزمةً
أشدّ نفوذاً من شديدٍ تحارِبُه
وقدّتْ لهيباً من رمادِ فؤادِها
هُتافاً بهِ قدَّتْ لظى من تخاطِبُه
أبا الفضلِ واغوثاهُ إنّا نوادبٌ
وقد غاظَ فينا اللهَ أنّا نوادِبُه
وذاكَ حسينٌ أنهكَ الموتَ ذودُهُ
فأضحى بذودِ العِرضِ صبرٌ يُضارِبُه
ونفسٌ بهِ حيرى يُجيلُ فداءها
أللعِرضِ أعرى أم لكفرٍ يُناصِبُه
وحرُّ ظماءٍ قد تجرّعَ جمعُهُ
كؤوسَ شجىً فيهِ فنابتْ نوائِبُه
فقامتْ سماءٌ جلَّ في الأرضِ غيثُها
فكان حميمٌ جلَّ في الخطبِ لاهِبُه
وأطبَقتِ الأرضونَ من قُحَمِ الفِدى
وكان قضاءٌ قد تنزّلَ غاضِبُه
هوَ الفدْيُ شبّتْ من دماهُ لواهبٌ
على الوعدِ حيثُ اللهُ بالطفِّ عاصِبُه
يُلبّي نداءَ الماءِ ضاقَ بقربةٍ
ففاضَ بكفّيهِ فراتٌ سواكِبُه
يخوضُ غِمارَ الموتِ يحدوهُ أنّهُ
( أبي فُرجةٍ ) فيهِ استغاثتْ نقائِبُه
بصمتٍ لهُ من راعِد البرقِ صوتُهُ
ولم يكُ ما قد صابَهُ مَن يُخاطِبُه
ويمضي بأخذ الطفِّ أمساً إلى غدٍ
تمثّلَ فيهِ اليومُ فكرٌ مَضارِبُه
وبذلٌ بروحِ الحبِّ عهداً على الورى
يعزُّ بهِ الإسلامُ واللهُ راغِبُه
خُلاصةُ معنى الفضلِ في اللهِ فديُهُ
( أبا الفضلِ ) هذا ماروتْهُ مناقِبُه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق