بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 10 سبتمبر 2015

العدد التاسع لسنة 2015 ... القصيدة ... ولأجْلِ أنْ تبْقى ..... للشاعر : خلف دلف الحديثي





العدد التاسع لسنة 2015

القصيدة

ولأجْلِ أنْ تبْقى

للشاعر : خلف دلف الحديثي





ولأجْلِ أنْ تبقى وتبقى الأعْظما
ولأجْلِ موْتي لنْ تموتَ فتهْدَما
ولكي تظلَّ إلى العواصمِ كنزَها
وَيداً تفكَّ لكلِّ شيءٍ مُبْهَما
ولأجْلِ أنْ تبقى (أريدو) للمَلا
قلباً (وأوروكُ) الحضارةِ مِعْصَما
ولأجْلِ أنْ تبْقى الضميرَ مُطَهَّراً
وَتظلَّ داراً للكفاحِ وَمَعْلما
أمَّمْتُ رُوحي في هَواكَ فكنْتَها
وَجَعَلتُها وَقْفاً عليك لِتَعْظُمَا
أرِدُ الحتوفَ وَهوْلَ كلّ عَجَاجةٍ
عَظُمَتْ وأقتحِمُ الرَّّصاصَ مُيَمِّما
ولأجْلِ مَوْتِكَ سوفَ أرْتشفُ الرّدى
كأساً وأشرَبُهُ لدَيْك تَكَرّمَا
لأذودَ عن شرَفِ الرّسالةِ فادياً
فيعيشَ غيْري في الرّفاهِِ مُنعّما
فلشسْعُ نَعلي فوْقَ أعلى هامةٍ
يعْلو ومَنْ خلفَ الحُصونِ قدِ احْتمى
أنا ناسكٌ في الحبِّ منك عرَفتُهُ
وأنا الذي للحبِّ عشْتُ مُرنِّما
ما كانَ أجملَ أنْ نذوبَ بهمْسةٍ
ونذوقَ طعْمَ العِشقِ من كفِّ السَّما
فافرُشْ عَباءاتِ الدّلالِ وضُمّني
أنا في هواكَ اليومَ يقتلُني الظّما
كنْ لي بأعْطافِ الحَنايا شهْقةً
ما كنْتُ أرْضى غيرَ أرْضِكَ مُنْتَمى
قدَّمْتُ عُمْري للحصادِ مَوَاسِماً
فأحَلْتَ بي مُرَّ المذاقةِ بلْسَما
وأحَلْتَ شهْدي للذين تفرْعَنوا
موْتاً وأطعَمْتَ الخوارجَ علْقما
بهواكَ سبّحتِ الحروفُ تبَغدداً
فخصَصْتُ روحي فاعتصمْتُ مُعَظِّما
روَّيْتُ نبْعَ سنابلي فتعاضَمَتْ
حلوُ البراعمِِ فازدَهَيْنَ توَسُّمَا
كنْ ماءَ روحي في شواطئِ غربتي
كي أحتسيكَ وترْتقيني سُلَّما
كنْ شمْسَ عُمْري حالماً أكلَ الضنى
وجْهي وكُنْ في كلِّ حرْفٍ لي فَمَا
ستضمّك الأضلاعُ في خَفقانِها
ويَضمُّكَ القلبُ الذي لنْ يُفْطَما
فهواكَ صارَ بنفسجاً لإرادتي
وغدوْتَ ضوءاً لو تملّكني العَمى
أنا صرْتُ روحَكَ فاحْترسْ من رَغبتي
وأنا المُدانُ بسهْمِ حبِّكَ مُذْ رَمى
لملمْتُ أشْلائي فجئْتكَ حاملاً
جَسدي لبابِكَ فالتمسْني أبْكما
لأروحَ أزْرعُ في رُباكَ فسائلي
حُبّاً فكُنْ غيْثاً لروحي إنْ هَمى
كُنْ سيّدي في الحبِّ أقرأُ شِعْرَهُ
شِعْرا وكُنْ نبضاً بقلبي قد نَمَا
كُنْ غيْثَ رُوحي حينَ تُحْجمُ غيْمتي
وَكُنِِ السَّما فيها أكونُكَ أنْجُما
شَحُبَتْ قناديلي وغادرَ ضوْؤُها
سِرّا فصارَ جمالُ روضي مُعْتِما
خُذْ كلَّ قلبي صرْتَ أنتَ قضيّتي
إنْ شئْتَ فاحْرقْ مُقلتيّ لِترْسُما
قطّعْ شراييني إذا شئْتَ انغَمِسْ
فيها فأنتَ بنبضِها لنْ تُكْتَما
أنا فيكِ أعلنْتُ احتلالي عاشقاً
إنْ شئْتَ فاقتلْني وكُنْ مَترَحّما
فلأنتَ كلّي أعلنَتكَ إقامَتي
خُذني ذبيحاً فيكَ ترسِمُني الدِّما
يا مَوْطني حَشِّدْ عصافيرَ الرّبى
حتى تراكَ لها الرّقيقَ الأكْرَما
وأقِمْ صلاتكَ أُمَّ كلَّ حُبَيْبةٍ
جَفلتْ فكُنْ حُبّاَ وحَبّاً كُنْ هُمَا
وابْسطْ ذراعَكَ كي يجيئَكَ تائِباً
مَنْ راحَ يمْشي في الضّلالِ وأحْجَما
ليقومَ فخْراً كي يَدُقّ بكفِّهِ
بابَ العُلا ويدوسَ فيكَ الأرْقَما
كُنْ بيْتَ قلبي عنْهُ أعياني النوى
واعْطفْ علي أنا أردْتكَ مَغْنما
فتِّشْ تَجِدْني في حُروفِكَ لمْحةً
ما بيْنَ ليت هَتفْتَ فيّ وَعَلّما
عَلّمْ عروقي منكَ دَغدَغةَ الهَوَى
والْمَسْ جدارَ القلبِ كي يتكلّما
فَلَكَ الحَنَاجِرُ أعْلنَتْهُ هُتافَها
وبيَ الجوانحُ أوْشكَتْ أنْ تُضْرَمَا
ما أكثرَ اللمَحَات تهْصُرُ مُهْجَتي
وطقوسُ أهْلِ العِشْقِ تهْنَ تبَسُّما
سجِّلْ بداياتي فأنتَ بدَأتَني
مُذْ كنت بي كوَّنْتَ طيني أعْظُما
خُيِّرتُ فاخْترْتُ المبيْتَ على الطّوى
ألا أخُونَ ولا أعيشَ مُذَمَّما
دُمْ بي أمُوتُ على هَواكَ حقيقةً
وبغيرِ ما تبْغيهِ لنْ أتكَرّما
فالموْتُ في واديكَ شرْعُ عِبادَتي
وعلى هَوى نهرَيْكَ أبقى مُحْرِمَا
***
5/2/2013
بغداد

من ديوان (وطن معروض للبيع)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق