بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 19 نوفمبر 2015

العدد الحادي عشر لسنة 2015 ...شواهد من بلاد ي ... المركز الثقافي البغداي في شارع المتنبي وجه العراق المشرق على العالم ...بقلم : علاء الأديب



العدد الحادي عشر لسنة 2015


شواهد من بلادي


المركز الثقافي البغداي في شارع المتنبي


وجه العراق المشرق على العالم


بقلم : علاء الأديب






يعدّ المركزالثقافي البغدادي في شارع المتنبي نقطة إشعاع أدبيّ إلى كلّ العالم
ومصدر تطمين للجميع بأنّ الحركة الأدبيّة في العراق مازالت حيّة تنبض وتبدع وتتألق في زمن
يعرف الجميع عمق المأساة الإنسانية فيه وما تبعه من مآس.
لقد أثبت المركز الثقافي البغدادي بإدارته الوثّابة المتمثلة بشخص الأخ طالب عيسى أن يكون بالفعل مركز استقطاب لكلّ مثقفي العراق على مختلف أجناسهم الثقافية والفكريّة والأدبيّة دون تمييّز أو محاباة أو إقصاء.
ضاربا بذلك أروع الأمثلة بالتضامن العراقي الحقيقي بين فئات الشعب من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي والفني . ولم تقتصر أهمية هذا المركز على الأنشطة التي من شأنها أن تفعل فعلها الثقافي فقط بل تجاوزت حدود أهميته إلى جوانب انسانية أوسع من خلال اهتماماته بشريحة الشباب التي كانت بحاجة ماسة للظهور وإثبات الذات وتأديّة الواجبات الملقاة على عاتقها في التواصل بين الأجيال فكريا وحضاريا. وكذلك بالأهتمام بالمثقفين الكبار خبرة وعمرا من خلال تقديم الدعم إليهم ومساعدتهم على مايمكن أن يكون قد فاتهم في سنين مضت من اعمارهم تحت وطأة ويلات الحروب والتهميش والأقصاء.
إنّ ايدلوجية هذا المركز وسبل إدارته ومايقدمه للساحة الأدبيّة العراقيّة والعربيّة على حدّ سواء والتفاني من قبل القائمين عليه في ديمومته وتطويره جعله محطّ انظار الأخوة العرب من الأدباء التوّاقين لزيارة شارع المتنبي ببغداد وخاصة بعد قيامنا بتونس الخضراء بتقديم هذا المركز الفاعل أو بذكره في لقاءاتنا الأعلامية والصحفية على متن كلّ أحاديثنا التي تتعلق بالمشهد الثقافي العراقي الذي تهتم به كافة الأوساط العربيّة ولا سيّما التونسيّة منها.
أقولها بكلّ فخر كأديب عراقي بأنّ المركز الثقافي العراقي وخلال سنوات قصيرة من عمره قد أثبت للجميع بأنّه المؤسسة الثقافيّة العراقيّة الوحيدة التي استطاعت أن تنجز مالم تنجزه كافة مؤسساتنا الثقافيّة في العراق ولا أبخس بذلك طبعا جهود بفيّة مؤسساتنا الأخرى. ولكنّي تمكنت من تحديد أسباب ذلك  كما تمكن غيري من تحديدها وهو تأثر اغلب مؤسساتنا الثقافيّة بالمتغييرات السياسيّة التي أضفت ملامحها على الكثير من الصور والمشاهد لأوجه الحياة في العراق.
إلاّ إنّ هذا المركز الذي يضم بين أروقته غالبية أدباءنا ومثقفينا قد آثر أن يبتعد عن جميع تلك التأثيرات بسياسة وطنيّة شاملة وبرؤيا إنسانيّة وروح مواطنة شعارها العراق وهدفها العراق.
لست معتادا على امتداح من ليس فيه من خصال تمتدح . ولست ممن يضع الأمور في غير نصابها وقد عرفني الكثير نمن أخواني الأدباء العراقيين والعرب بهذا على مرّ عقود من الزمن في مجال الأدب.
لذا فإنّ ما أقوله الآن بحقّ هذا المعلم الحضاري الثقافي الفكري العراقي قلبا وقالبا.هو شهادة جريحة بحقّه على ما بذله القائمون عليه من جهود وطنيّة جبارة للوصول به الى مستواه الذي نعهده الآن والذي يلمسه القاصي قبل الداني.
ونأمل من السادة المسؤولين عن هذا المركز والمشرفين عليه من أصحاب القرار في الدولة أنم يعينوا إدارته على تطوير وسائل انتشار أنشطته الثقافية المباركة بما يتلائم وحجم ما تقدمه من خدمة جليلة للحركة الأدبيّة .فلا أرى مانعا لو تم تخصيص إذاعة أو قناة فضائيّة تختص حصرا بتقديم أنشطة هذا المركز إضافة لجهود الفضائيات العراقية التي ترافق أنشطته كل جمعة.
إنّ المركز الثقافي البغدادي ظاهرة ثقافيّة تستحق منّا الثناء والتقدير وتستحق ممن يملكون المقدرة على تقديم الدعم والأسناد له كل العون من أجل عراق مسمتمر بالحياة رغم كل مشاهد الموت التي تكتنف شوارعه وأزقته بفعل الإرهاب وأعداء الحياة.
وفق الله إدارة هذا المركز وكلّ القائمين عليه لما فيه خير العراق والعراقيين
وخير الساحة الأدبيّة العراقيّة الغنّاء حتى في زمن القحط والجفاف.
ومن الله التوفيق

علاء الأديب
ر. الهيئة التأسيسيّة للبيت الثقافي العراقي التونسي
تونس – نابل
18-11-2015






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق