العدد الثاني لسنة 2016
شعراء منسيون من بلادي(عبد اللطيف الخالدي)
بقلم :علاءالأديب
عبد اللطيف أحمد محمد الدليشي الخالدي
التقديم:
...............
بينّما كنت أهمّ بالبحث عن شعرائنا الذين طوتهم صفحات النسيان جال بخاطري البحث بمسقط رأس الشاعر بدر شاكر السيّاب رحمه الله
علّني استدلّ على شعراء آخرين غيره لم يعد يتذكرهم أحد. وما أن شخّصت قضاء أبي الخصيب الذي تقع فيه قرية السيّاب (جيكور) حتى شخص اسم الشاعر والناقد والباحث والمؤرخ (عبد اللطيف أحمد محمد الدليشي الخالدي) وكان قد ولد بنفس القضاء ولكن بقرية اخرى لا تبعد كثيرا عن قريّة السيّاب .وما أن بدأت البحث شدّني الى متابعته انضمام هذا الرجل الى الصف القومي آنذاك على الرغم من أنّ الانضمام الى هذا الصف كان محاطا بالكثير من المخاطر والمتاعب . إضافة الى الالتزام الديني المعتدل الذي كان يتصف به الشاعر . وما لحق هذا من تنوع في الإبداع والنبوغ في مجالات عديدة من مجالات الثقافة والأدب . كلّ هذا وذاك كان وراء رغبتي بمواصلة البحث وجمع الشتات من المعلومات عن هذا العملاق المنسي وتقديمها للجيل من جديد بصورة اتمنى أن تكون كافيّة ووافيّة للتذكير به عسى أن يكون ذات يوم من الأيام موضوع رسالة او اطروحة لطالب علم من طلبتنا الأعزاء وهم يبحثون عن الأصول العريقة في عراقنا العريق.ومن الله التوفيق.
علاء الأديب
تونس
17-12-2016
شاعروناقد ومؤرخ عراقي
يعد شاعراً مميزاً بالإضافة الى كونه مؤرخ
حصل على وسام المؤرخ العربي عن كتابه محمد امين الشنقيطي في القرن ألعشرين
كما لديه كتب في فن الفلكلور العراقي بالإضافة الى انه مؤلف وكاتب قصصي..
ولادته:
..............
ولد في قرية حمدان عام 1910 وهي من قرى أبي الخصيب بالبصرة (جنوبي العراق).
ولقد كانت قرية حمدان موطن العلم ومجالس العبادة ولذلك اختارها الشيخ محمد الدليشي (الذي توفي عام 1837م في قرية حمدان) وهو جد الاديب عبد اللطيف الدليشي مقرا له حيث كانت فيها تكيته التي بناها في قرية حمدان وكان يؤمها العديد من رجال العلم والادب والدين وتقام فيها الاذكار والمواليد النبوية.
تعليمه:
....................
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدينة البصرة،
وبعد ان اكمل الشاعر الاديب دراسته الثانويه التحق بكلية دار العلوم الدينية في بغداد وتخرج بها سنة 1933م، بدرجة امتياز ومارس التدريس عين معلمًا في ثانوية «العشار» بمدينة البصرة، ودرّس فيها مادتي اللغة العربية والتاريخ لطلاب الإعدادية ثم اصبح مديرا لاوقاف المنطقة الجنوبية ثم ترقى الى مدير عام التفتيش والتدقيق في وزارة الأوقاف في البصرة، حتى طلب أحالته على التقاعد حيث تفرغ تماما للبحث والتأليف. ولقد توفي في سنة 1995 في بغداد
نشاطه الأدبي والسياسي:
.......................................
عضوً في جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين.
عضو في اتحاد المؤرخين العرب وحاز على وسام الإتحاد.
انضم إلى الصف القومي في نشاطه السياسي.
كما نشط في الندوات التي ينظمها المجمع العلمي العراقي.
وكذا ندوات جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين..
الإنتاج الشعري
...................
كان عبد اللطيف الدليشي شاعرا وناقدا ادبيا ضليعا.
يتميز شعره بجدة الأفكار وتنوعها وحيوية الصورة ومتانة اللغة.
وله عدة دواوين مخطوطه منها
• ديوان البراعم الذي كتب مقدمته العالم الجليل محمد بهجت الاثري.
• ديوان على شاطئ الحياة )رباعيات مخطوط)
• ديوان (أوراق الخريف).
• وله قصائد كثيرة القاها في مناسبات دينية ووطنية او منشورة في صحف ومجلات عديدة.
تضمن كتاب (دراسات أدبية) عددًا من قصائده، استمدها من مخطوطتين ذكرهما للمترجم له، وله قصائد منشورة في صحف ومجلات عصره منها:
(لقاءووداع ودعاء) - مجلة الكتاب «البغدادية» - العدد الرابع - نوفمبر - 1972 – بغداد.
و(في الكورنيش) - مجلة الهاتف - يصدرها «جعفر الخليلي» - العدد 343.
وقد أشار كتاب (دراسات أدبية) إلى ديوانين مخطوطين للمترجم: (على شاطئ الحياة) (رباعيات)، و(أوراق الخريف)
الأعمال الأخرى
............................
(غرام الريف) مجموعة قصص قصيرة - بغداد 1945
(القريه المهجورة)، وبنت المرابي رواية تمثيلية
و(جاءوا لبغداد) قصة مترجمة عن الإنجليزية
قام بترجمة كتاب (جزيرة الذهب أول من اكتشفها العرب) للرحالة الأمريكي (مابيل كوك كول) - البصرة 1952.
(استقلال الجزائر) - مسرحية نثرية - بغداد 1958
(الألعاب الشعبية في البصرة) - صدر بجزئين في بغداد 1968)
( الأمثال الشعبية في البصرة) - جمع وشرح - صدر بجزئين في بغداد 1968 والجزء الثالث لا يزال مخطوطا.
(من أعلام الفكر الإسلامي في البصرة/الشيخ محمد أمين الشنقيطي) - وزارة الأوقاف - بغداد 1981.
(تاريخ البصره) /مخطوط
تاريخ الأماجد من بني خالد/ مخطوط
تحدث المؤرخ الكبير محمد بهجت الأثري عن الشاعر
........................................................................
تحدث المؤرخ الكبير محمد بهجت الأثري عن الاديب والمؤرخ الدليشي وشعره في مقدمة ديوان البراعم فقال/( الدليشي شاعرا بطبيعته ووجدانه ولسانه. وشعره شعر الفطرة الحرة المطبوعة المرهفة الاحساس، والناشدة للحق والخير والجمال، ترى فيه صورته النفسية والشعورية والثقافية واضحة شديدة الوضوح، مشاعره الانسانية والوطنية وهي بالغة الصفاء والوفاء والاخلاص في كل مجالاته من حب للانسانية وتناوله لقضايا اخلاقية واجتماعية ووطنية وسياسية تبدو فيها سمات نفسه الصافية وحبه الصادق الوفي لامته ودينه ولغته ووطنه، وبارادته الخير للانسانية جمعاء وتبدو في رقته وحنوه على الطفولة في قصيدة (الطفل العربي) وتمتد رقته في مشاعره لتشمل كل مايراه حوله ويرق له ويعطف عليه ...فهو يرق للفراشة وهي ترف فوق ازهار الربا، ويرق لمسقط راسه ويتغنى به على امتداد ايامه، يحن اليه ويذكر جماله ورغد العيش فيه وملاعبه المحببة الذكريات ومجالسه وكذلك احب الوطن كله وناسه كلهم، اشاد بالبصرة الفيحاء ذات المجد العلمي العربي الاسلامي العريق، وتغنى بها وبشط العرب الرائع الساحر الحسن، وتغنى بمدينة السلام بغداد حاضرة الدنيا في عصرها الذهبي التي بلغ عمرانها من الجمال وانسانها من الكمال والجلال. ثم ربوع شمال العراق الحبيب التي كان يؤمها مصطافا فتغنى بكركوك ووادي شقلاوه الجميل فتحس بتعلقه الشديد بثرى الوطن وساكنيه والتصاق فؤاده بافئدة ناسه. وله قصائد في تقدير الجمال في حواء والخفر الذي يزينه والعفه التي تستكمل الحسن وتصون الشرف كذلك هو لم ينسى هموم الوطن في قصائده الوطنية وهي تناضل من اجل الوطن وناسه الطيبين وتحرص اول ماتحرص على الدين والاخلاق وتندد بالارهاب وتهاجم الظلم وتنادي بالتوحد وتدعو الى الجهاد وتتغنى بالمجد والعزة والبطولات وبكفاح اطفال الحجارة. الى غير ذلك من الموضوعات الوطنية التي تذكي وهج العزة في النفوس، وهو في كل مقطع منها حمي الانف، صادق القول، ومخلص، ونزيه. وخير الشعر ماصدر من القلب وصدق واخلص وخلص للغايات النبيلة. وخير الشعراء هم المؤمنون الذين يقولون ويعملون الصالحات ويصدقون، وهؤلاء هم حداة النهضة والتقدمية والاخلاص).
من قصائده:
.....................
*في ذكرى الحسين
ذكرى أجلُّ من الزمان ِ وأفخمُ……….وأشدُّ من وقع الحسام وأعظمُ
يتعثرُّ التاريخُ في أحداثها……..……..والمظلماتُ من الحوادث توصِمُ
أفق يظل به الشروق مكدراً…….……….وعليه اشباح الظلام تحوِّمُ
جُرحٌ به الاسلام أصمي جازعاً……………….وأثامة من وقعها يتبرم
شؤم به انتكس الزمان وزُلزلت……ارض الهدى، والدهر أعمى أبكم
ومدامع تجري فيلتهب الصفا………………من حرها، ومحاجرٌ تتورم
وإذا الخلافة للقوي تملكٌ……….…….………ووراثة لولاة عهدٍ تُبرمُ
وإذا البريد على البريد ليثربٍ………يسعى، ويشهده الحطيم وزمزمُ
أملى رجال بالعراق ولاءهم..………..لابن الرسول فبايعوه وأقسموا
وتواترت كتب الدعاة حثيثةً……....…تستنهض السبط الكريم وتزعمُ
وهو العليم بانه لايقتدى……….…………..بيزيد والال المطهر أقدم
فمشى بركب كالدراري رفعة..…....….نحو العراق، وأين منه الانجم
وتعطلت دار النبوة بعده………..…….وعليه دار الوحي حزنى تسأمُ
سار الحسين وكلُّ قلبٍ خابتٍ…….….….يدعو الاله وكلُّ نفسٍ ترزمُ
وصل العراق فلم يجد من أقسموا………الا نكاثا في الهوى تتقسم
ودرى بان القوم قد غدروا به…….…..…..والغدرُ فيهم شيمة تتحكم
أفضى وفوض للاله مصيره………………..والعزمُ من إيمانه يُستلهمُ
ومضى يهز الارض من عزماته……….... ويسنُّ للحق الطريق ويُفهِّمُ
ويُعلِّمُ الناس المبادئ والتقى…………..والناس أحرى منه أن يتعلموا
خطَّ الخلودَ بسيفه فاستوعبت………….……عزماته ماأخطأته الانظم
خاض الوغى والله غالب أمره……...…بجحاجحٍ في الحرب لم يتبرموا
ماولوا الادبار ساعة أحدقت………...…….دنيا المنون ومثلهم لا يُهزم
حتى قضوا والمكرمات شعارهم….…...…من بعدهم نفحاتها تُتَنًسَّمُ
عرجوا لجناتِ الخلود تظلهم……….…..…….أفياؤها، واللهُ راضٍ عنهمُ
.........................................................................................
*بغداد في معترك الصراع سنة ١٩٧٦ م
بغداد يادوحة الاسلام والعرب ِ.......ويامنار الهدى في عصرِها الذهبي
ويالواء المعالي في مسيرتها..............وياسناءً سما عن فجر مُرتَقَبِ
ياشمس معرفة طمَّت على أفق ٍ.......بضوئها فاختفت وضَّاءةُ الشُهُبِ
وياحضارة عصر في تدفقها.ماجت على الارض في فيضِ الهُدى العجب
ياكعبة العلم كم طافت بها أُممٌ...............مبهورةٌ برواق العلم والادب ِ
ياقلعة الأُسْدْ مامرّت بها نُوَبٌ..................الا وعفّت على وزّارة النُوَب ِ
بغداد ياباحة العُبَّاد ماوسِعت...........مسراهم جنبات المسجد الرحب ِ
تضيقُ فيهم دروبٌ كلمّا سمعوا.........صوت المؤذن ِ لبّوا داعي الطلب ِ
حتّى إذا ما دعا داعٍ لدينهم................طاروا بزمزمة الاقتاب والقُضَب ِ
ولقّنوا كُل باغ من دروسهم...........ماليس ينساه في التأديب والنكبِ
جهادهم في سبيل الله مكرمة.........وذودهم عن حياض الدين للقُرَبِ
...................................................................................
*أنت
كلّفـي النـورَ أن يـمـرّ بعـيشـــــــــــي
فهـو هـذا الضـيـاءُ مـن نفحــــــــــاتكْ
وأْمـري الفجـرَ أن يبـدّد لـيلـــــــــــي
فهـو هـذا الـبـهـاءُ مـن بسمـــــــــاتك
إن عـيشـي طـوال هجـركِ خــــــــــــــالٍ
مـن نعـيـمٍ ومـن مـجـالـي الـتفــــــاتك
ودعـي بـلـبـلَ القــــــــــــــريضِ يغنّي
بجـمـال الـورودِ مـن وجنـــــــــــــاتك
أنـتِ روضُ الجـمـال صـوّحَه الصَّيْـــــــــــ
ـفُ بقـلـبـي والهجـرُ فـي القـلـب فـــاتك
أنـتِ محـرابُ شـاعـرٍ يذكر اللــــــــــــ
ـهَ بشعـرٍ يُصـاغ مـن لفتــــــــــــــاتك
كلّمـا شـام فـي مُحـيّاك بـــــــــــــدرًا
خرَّ لله ذاكرًا قبســــــــــــــــــــاتك
...............................................................................
*وقفة بالباب
مـاذا وقـوفُكِ فـي فـنـاء الـبـــــــــابِ
تـرنـو العـيـونُ إلـيكِ بـالإعجـــــــابِ؟
حـيرى تَقـاذفكِ الهـمـومُ كأنمـــــــــــا
طُبعتْ عـلـيكِ طـوابعُ الـمـرتـــــــــــاب
تبـدو بـوجهكِ للأمـانـــــــــــــي دولةٌ
وتدول بـيـن تكـــــــــــــــسُّرِ الأهداب
وتعجّ فـي قسمـاته أحــــــــــــــلامُ مَنْ
تـركَ الشبـابُ لـديـه فصلَ عتـــــــــــاب
فكأنهـا بـيـن الغواية والـمــــــــــنى
صنمٌ أُقـيـم عـلى ذرا محــــــــــــــراب
يعـيـا بـهـا ويضـيـق كلُّ مُعـــــــــــرّضٍ
لـمفـاتـنٍ تسطـو عـلى الألـبــــــــــاب
تستعـرض الـدنـيـا تـمـرّ أمـامهــــــــا
صـورًا تَمـازجُ فـي ادّكـار شبـــــــــــاب
فـيكـاد يصرخ فـي الـمحـيّا حـلـمُهــــــا
وتكـاد تطبعه رؤى الأحـبــــــــــــــاب
رفَّ الهـوى فـي وجنـتـيـهـا حــــــــائرًا
متـردّدًا يـمشـي عـلى الأعقــــــــــــاب
تتـنـازع الأيـامُ شـرخَ شبـابـهـــــــــا
تـنثـال جـاثـيةً عـلى الأعتـــــــــــاب
هـمستْ لـيـالـي العـمـرِ فـي أرجـائهــــا
أن الـحـيـاة كبــــــــــــــــارقٍ كذّاب
فتـنهّدتْ أسفًا عـلى أحـلامهـــــــــــــا
وعـلى ذبـول جـمـالهــــــــــــا الخلاّب
وفاته:
................
وتوفي في بغداد في 30 ايلول عام 1995.وقضى حياته ببغداد.
رحم الله شاعرنا عبد اللطيف الدليشي الخالدي
وإلى لقاء مع شاعر منسيّ آخر من شعرائنا
أستودعكم الله
أستودعكم الله
علاء الأديب
معجم البابطين
ويكبيديا الموسوعة الحرّة
حميد المطبعي - موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين - دار الشؤون الثقافية - بغداد 1995
غالب الناهي - دراسات أدبية - مطبعة أهل البيت - كربلاء 1960
كوركيس عواد - معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين - مطبعة الإرشاد - بغداد 1969
استمارة انتمائه لاتحاد المؤلفين والكتاب العراقيين.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق