بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 15 مارس 2018

العدد الأول لسنة 2018 نازِحَةٌ على قارِعَةِ الطَّريق للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز


 العدد الأول لسنة 2018

نازِحَةٌ على قارِعَةِ الطَّريق 

للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز 



تَبْكي بُكاءَ نَواعِيرِي مُهَدْهَدةً
أَضْلاعُها كَحَنايا في نَواعيرِي

فَرَّتْ وَجاءَتْ مِنْ الْأَنْبارِ نَازِحَةً
وَالنَّارُ مِنْ فَوْقِها حَشْدُ الزَّرَازِيرِ

تَسيرُ حَافِيَةً عَرْجاءَ أَتْعَبَها
صِغارُها مِثْلُ أَفْراخِ الْعَصافيرِ

قَدْ أَحْرَقُوا دارَها فَانْهَدَّ أَسْفَلُها
وَبَعْلُها ماتَ مَحْروقَاً بِتَفْجيِرِ

لَقَيْتُها وَصَدَى الْبارودِ أَفْقَدَها
صَوابَها فَهيَ تَمْشِي في قَفَا زِيرِ

تُريدُ مِثْلي عُبُورَ الجِّسْرِ فَانْخَذَلَتْ
لِأَنَّ حُرّاَسَهُ جَمْعُ الْخَنازِيرِ

وَمَدْخَلُ الجِّسْرِ قَدْ قامَتْ قِيامَتُهُ
كَأَنَّما النَّاسُ في سوقِ الصُّفافِيرِ

لَمَّا تَعالَتْ حُشُودُ النَّاسِ واضْطَرَبَتْ
تَدافَعَ الجِّسْرُ فِيهِمْ في طَوابِيرِ

ماتَتْ وَلِيدَتُها والجِّسْرُ شَيَّعَها
بِأَدْمُعٍ هي أَنَّاتُ الشَّخاتِيرِ

فَقارَبُوا الجِّهَةَ الْأُخْرى لِيَنْتَشِرُوا
مِثْلَ الجَّرادِ على زَرْعِ الْمَخَاتِيرِ

فَجاءهُمْ حَرَسٌ كالرّعْدِ يَضْرِبُهُ
سَوْطٌ لِمِيكالَ مِنْ جَمْعِ الْمَناكِيرِ

مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ وَأَيْنَ الآنَ وُجْهَتُكُمْ ؟
وَمَنْ سَيَكْفَلُ ؟ هاتوهُ بِتَقْرِيرِ 

--- --- ---

كَمْ مِثْلُها ماتَ مَصْلوباً ، مُقَيَّدَةً 
أَطْرافُهُ كان مَجْروحَاً بِتَكْفِيرِ

على الهَوِيَّةِ كانَ الجَّرْحُ يَعْدِمُهُ
وَالْمَذْهَبِيَّةِ وَالباقي بِتَهْجِيرِ

ماذا سَأَكْتُبُ عَنْ شَعْبٍ تُمَزِّقُهُ
يَدُ الخَرابِ وَسُرّاقِ الْقَناطِيرِ

جاءَ الْغُزاةُ بِهِمْ لا أُمُّهُمْ شَرِبَتْ
ماءَ الْفُراتِ وَلا قامَتْ بِتَحْرِيرِ

هَدُّوا النُّفوسَ وَمَيْؤُوسٌ إعادَتُها
تَحْتاجُ جِيلاً هُوَ الأَدْنَى بِتَقْدِيرِي

وَهَدَّمُوا مِنْ صُرُوحِ الْمَجْدِ ما عَجَزَتْ
تِلْكَ الْقُرونُ على هَدْمٍ وَتَدْمِيرِ

وَاسْتَرْجَعُوا تاجَ كِسِرَى مِنْ سُراقَتِهِ
وَأَلْبَسُوا الدِّينَ مِنْ دُنْيَا دَنانِيرِ

-------------------------------
 
معاني الكلمات
.....................،..
قَفَا / مُؤَخََّرَةُ الشيئ.
زِير/ جَرَّةٌ كبيرة واسعة الفَم يوضع فيها الْماءِ .
أَنَّاتٌ / أَصْواتٌ فيها تَوَجُّع .
أَلشَّخاتِير/ جمع شَخْتُور وهو ا الزَّوْرَق .
الّجِّسْرً/ المقصود هنا ، جسر ( ابْزيبِزْ ) الواقع على نهر الفرات في عامِرِيَّةَ الفَلُّوجَةِ ، وهو جسر عائم قديم تدعمه أَطْواف ( زوارق معدنية ذات قعور عريضة ) وإسطوانات معدنية ، لعبور المشاة والعربات.
وهو المنفذ الذي تمَّ تخصيصه لخروج النازحين من محافظة الأَنْبارِ
التي تقع غرب العراق وألتي تبلغ مساحَتُها ثلث مساحة العراق الكلية
.والقادم اليه من الرمادي مركز المحافظة يحتاج الى ما لا يقل عن خمس ساعات ما بين مشيٍ على القدمين أو ركوب سيارة ان وُجِدَتْ في ارض صحراوية بهدف إذلاله .
...............................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق