بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 13 أغسطس 2018

العدد الخامس لسنة 2018 أَدفِنُ الحاضِرَ بِشَهوةِ الغَد شعر : رياض الدليمي

العدد الخامس لسنة 2018

أَدفِنُ الحاضِرَ بِشَهوةِ الغَد
 
شعر : رياض الدليمي
 




ذكرياتٌ مُجَعَدةٌ
لا تطاوع أسنانَ المِشطِ
كنسائم الصيفِ مشتعلة بالغضب
هي الأخرى غير قادرة على بَسطِ الخصلاتِ
حتى المرايا اِمتعضتْ من مرارتها
وسوادِ شَعرِ النَهار
وحِدّة قرونها
سَلالمُ اللحظةِ لا تَغريها
الحاضرُ مُحاصرُ في جُبِّ الاستفهام
يفشلُ كلَّ مرَّة أن يشربَ نخبَ الزيتون وعسل التمر
على مائدةٍ واحدةٍ مع باقي الذكريات
أَدفنُ الحاضرَ بشهوةِ الغدِ
وعتوِّ اللحظةِ المشتهاةْ
كلُّ شيء سَحيق
وبائدٍ
صهيلُ الفراغ موجع
شراسة الصمت مخيفة
أُتوجُ الذكرى على بساطِ السُلطةِ
أَعزفُ النواحَ
وأَرملاتي يَتَشِحنَّ بسوادِ اللهفةِ
ودفائن السرائرِ غصة
تتلعثمُ فوق الصدورِ الموشومةِ بالممنوعاتِ
وقسوةِ السلطةِ
ما مِنْ شيءٍ إلا وأصبحَ ذكرى
حنين ساذج بطعم الخيبة
خاتمُ السلطة وصيةٌ كُتبتْ بماءٍ ساخنٍ بَعدَ رعشةٍ خَجلةٍ
تدفنها أَرملاتي بالخاصِرةِ وأَسوارِ العتمةِ
النهارُ بلونِ الدمعِ
بطعمِ البرتقال
بمذاقِ حليبِ اللحظةِ
تعكسهُ المرايا
بِضجيجٍ وأصواتِ طبولٍ ودفوف
أَضنها معاركَ جنون هابيل وقابيل
غربانٌ تزاحمتْ لِتُعَلّم طرق الدفنِ
بالوريد
قد تكون معارك الازمنةِ
تساوت في مهب الريح
وتجاعيد الوقت
اني أَراها ولا أَراها تتطاحنُ
في أَزمنةٍ غابرةٍ
أَمكنة مُلبدة بالأوجاع
لذائذ التاريخ المُشيَّد على ذيولِ اللحظةِ
هنا بين سهولِ نينوى
ونهودِ جمجمال
وأَقراطِ الحسكةِ
تُقتلُ القصائد
تُرَملُ القوافي
تُسبى العنونة
يُخرمُ الايقاعُ برشاقةِ السيوفِ
تدمي فمي
تغرزُ في ضلوعِ الشمسِ
لا صراخ
وعويل
سوى أَنينَ الكرّد
وتَأَوهاتِ اليعاربة
هنا الربُّ يفصلُ ما بينَ المتقاتلين
أُمي تحتوي الغنائمَ وتُوسدني على جناحِ غرّابٍ
في هذا الثالوثِ المرّعبِ ثمة نهايات
سَيشهدُ عيسى
كيف تُسفكُ الحروف
وتُشدُ رقاب الكَلامِ
سيحتاجُ مزيداً من اللفائفِ وسناراتٍ يُخيطُ بها
جروح بياض الجوزِ
ستحضرينَ بزهوِ ظلالِ رموشكِ
وحصانكٍ الاسودِ
ستجدينَ قصاصةَ ورقٍ من شغافِ اللحظةِ
اِجمعيها مع ثمةِ ذكرياتٍ
واِكتنزيها في حقيبةِ الألمِ
لاتنسي خواتيمَ القصيدةِ
.................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق