بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 17 فبراير 2019

مجلة البيت الثقافي العراقي التونسي العدد الأول لسنة 2019 كتابةُ جسد...! وليد جاسم الزبيدي


مجلة البيت الثقافي العراقي التونسي

العدد الأول لسنة 2019

كتابةُ جسد...!

وليد جاسم الزبيدي





وليد جاسم الزبيدي/ العراق.
علّمْتِني الكتابةَ على جسدِكِ
بعدَ أن كانتْ حروفي خجلى
تمتهنُ الرّهانَ على قَطراتِ حياء،
بعدَ ارتكازِ رمح المعنى في التّهجي
بعدَ أن محوتِ من فكري وظنوني أمّيةَ
تصحّر حواسي،
وجعَلْتِني أنقشُ النّقاطَ على رأسِ
كلّ مسامةٍ تفتحُ شبّاكها
أمسيتُ عندَ جسدِكِ حائراً
تتلعثمُ أنفاسي عندَ مخارج لُهاثكِ المُتيمْمِ
بنهرِ آهاتي،
علّمْتِني، كيفَ أمسكُ دخانَ سجائرِكِ
لأصنّفَهُ ضمن الطيور البرّية،
كيفَ أضعُ صوتَكِ في مكتبتي
ضمنَ حروفِ الهمس
كيفَ أضعُ الجملَ الفعليّةَ حسبَ ترتيب
حرارةِ الجسدِ ودرجةِ الإتّقاد
علّمْتِني أن لا حياءَ في احتضانِ
حروفي ومدادي لجيدِكِ وقَدّكِ
لا حياءَ في ارتشافِ أخطائي
بكتابةِ الهمزةِ في بدايةِ
الشّفةِ السّفلى
أو في نهاية الشّفةِ العليا،
لا حياءَ في كتابةِ النونِ بالمقلوب
بينَ النّحرِ وأقواسِ الصّدرِ،
أو في تبجّحِ الضّادِ ورطانتها
عندَ انكفاءِ الخصرِ، والتفافِ السّاق
لا حياءَ في مصافحةِ عطرِكِ النّافرِ
بعدَ تلاقحِ الأفكارِ وتواردِ الخواطر،
علّمْتِني.. فتأكّدتُ أنّي مهما كبُرتُ
ما زلتُ طفلاً....
على جسدٍ تلتقي فيهِ كلّ البحار
حينما تدّقُ الساعةُ:
انتصافَ الجسد..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق