بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

قيامة بابل للشاعر سعد ياسين يوسف

العدد الثامن

قيامة بابل

للشاعر سعد ياسين يوسف



” قيامةُ بابل ”
د. سعد ياسين يوسف
ترجمة:فوزية موسى غانم

بابلُ
يا صخرةَ الإلهِ ، يا متَّكأَ العرشِ
يا لهفةَ الطينِ إلى السماءِ
يا هسْهَسْةَ الجذورِ في التّرابِ
يا أصابعَ الخلودِ..
يا صرخةَ الرّيحِ
يا شهقةَ المعابدِ
يا كلَّ الجهاتِ
يا مُختصرَ العصورِ
***
يا خبزَ هذهِ الأرضِ , دورتَها
يا مُختلفَ الملائكة ِ.
يا بنتَ (مردوخَ ) …
يا خالقَ السماءِ والأرضِ والبشرِ
يا خالقَ النبات ِوالحيوان ِ
يا قاتلَ ( ثيامةِ الشّرِ) وسابغَ الخيرِ
على الحقولِ والبراري الخضراء .
يا سيدَ البحارِ والأنهارِ
إن غبتَ عنها ساعة ًهبتْ عواصُف
السماء ِ
واجتاحَ طوفانُ التراتيلِ العيونَ
حتى استفاقت في المَدى
نبوءةٌ كانت :
” أن ائتزر لهم ”
في لُجةِ القيظِ في تمّوز َ
يا أيها المُختارُ من ذريتِها ،
يا حاملَ سيفِها متشفعاً بأنليل
(الدّيرُ) … مُنطلقُ النبوءةِ
والنصرُ في عرباتِكَ التي
تسابقُ الرياحَ …
يا بابل ،
الكرخةُ نهرُ دم ٍ
وعيلامُ انثنتْ .. تبكي نوائِحَها ..
أطفأتْ نيرانَها
اكتوتْ ببابلَ … حدَّ الفجيعة ِ
وانزوتْ .
البِشْرُ يصدحُ في الدروبِ
(مردوخُ ) عادَ
يا راقصاتِ المعبدِ المقّدسِ
يا كاهناتِ ( اي ساكيلا )
يا شارعَ المواكب ِ
يا كلَّ أنوارِ المدينةِ هللّي
(مردوخُ ) عادَ شامخاً
رايتُهُ للشّامِ … للخليج ِ .
رايتُهُ .. بابلُ الجنائن ِ
اشتعالُ الكوكبِ … قبضةُ هذا الكونِ
لن يسرقَ مسلتَها الغزاة ُ.
اللعنةُ ، اللعنةُ حلّتْ .
غداً تستوقفُ الريحُ
( أرضَ البحرِ) ،
تعيدُ أشرعةَ المراكبِ …
تستجدي عطاياكِ .
البحرُ بحرُّكِ والشراعُ شراعُكِ .
بابلُ يازمجرةَ العواصف ِ
يا صحوَ الرخاء ِ
يا أيقونةَ الإله ِ
غداً ستُبعَثينَ من الترابِ
من طينه ِالفرات ِ
ترتقينَ سفحَ جنّاتِكِ العجابِ
بلا حجاب ِ
تفتحينَ للسماءِ السابعة ِ
قبضتَك .
تمنحُكِ كتابَ أسرارِ هذا الكونِ
من جديدٍ ، نبوءةَ الإله ِ
بابلُ ستُبعَثينَ
شاءوا ، أَبَوا … ستُبعَثينَ .
النجومُ تشرقُ فوقَ جدرانِك .
والشمسُ والقمرُ
لجلالِ هيبتِك ِ
كما النبوءةِ … ساجدين .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق