العدد السادس عشر لسنة 2014
بأقلام اصدقاء البيت
واختارت الغروب
قصة قصيرة
بقلم :صالحة بورخيص
تسوقها رجلاها خارج البيت وغشاوة
اليأس تنسدل على ملامح وجهها كما ينسدل ستار الليل بعد أن يودع خيوط
الشمس المضيئة، لم تعد تنسج من الأحلام أردية الجمال كما كانت تفعل من قبل،
تلتفت يمينا ثم شمالا، تصدع سمعها التوترات القادمة من الشوارع الكبيرة
المنغمسة في وهج السراب المثقل بغمام الزحام لتقرر اقتصار الطريق عبر
الأزقة المتخفية..
تواصل السير من زقاق إلى آخر، كم هي واهية مثل خيوط العنكبوت التي لا تقدر على مقاومة أخف النسمات، تنخفض درجات حرارة قلبها المرهق ليتجمد بريقه.. لا نسائم للسعادة بل غم يستقر بالأعماق ليغتال لحظات الفرح و ما الفرح في حياتها سوى قنطرة لرجع صدى الآلام..
خطوات منهارة وعينان غائرتان و روح يحوم اليأس حولها كما تحوم النسور حول الطريدة لتنهشها، فكلما تضيق حالها بما تحس يسرع قلبها ليلوك نفس النبض.. لا جديد في حياتها يذكر سوى الوجع الذي ينط فزعا بداخله.
ها هي تصل المدينة الخارقة لقوانين البشر تنشد بعض سكينة بين النيام، إنها تبحث عن مكان تدفن فيه الوجع المتغلغل في حبال الجسد والروح تغلغل الماء في جذور الشجر.
تقترب منها و تتنفس الصعداء ثم تسند رأسا مكبلا باليأس على الجدار الفاصل بين عالمين، عالم الأحياء وعالم الأموات، ما أروع هذه الحياة التي تسلخ عن جلدها الأدران و تنزع عن صدرها الشعور بأنين الخوف و الألم، تلتفت إلى القبور تعدها قبرا.. قبرا و تقيسها شبرا.. شبرا.. ترى كم سيكون رقم قبرها عند مواراتها التراب؟
ولا زالت تعد و تواسي نفسها حتى داعبها النعاس و غابت مع أمواج الأرواح المحلقة حولها..
صالحة بورخيص/ تونس
تواصل السير من زقاق إلى آخر، كم هي واهية مثل خيوط العنكبوت التي لا تقدر على مقاومة أخف النسمات، تنخفض درجات حرارة قلبها المرهق ليتجمد بريقه.. لا نسائم للسعادة بل غم يستقر بالأعماق ليغتال لحظات الفرح و ما الفرح في حياتها سوى قنطرة لرجع صدى الآلام..
خطوات منهارة وعينان غائرتان و روح يحوم اليأس حولها كما تحوم النسور حول الطريدة لتنهشها، فكلما تضيق حالها بما تحس يسرع قلبها ليلوك نفس النبض.. لا جديد في حياتها يذكر سوى الوجع الذي ينط فزعا بداخله.
ها هي تصل المدينة الخارقة لقوانين البشر تنشد بعض سكينة بين النيام، إنها تبحث عن مكان تدفن فيه الوجع المتغلغل في حبال الجسد والروح تغلغل الماء في جذور الشجر.
تقترب منها و تتنفس الصعداء ثم تسند رأسا مكبلا باليأس على الجدار الفاصل بين عالمين، عالم الأحياء وعالم الأموات، ما أروع هذه الحياة التي تسلخ عن جلدها الأدران و تنزع عن صدرها الشعور بأنين الخوف و الألم، تلتفت إلى القبور تعدها قبرا.. قبرا و تقيسها شبرا.. شبرا.. ترى كم سيكون رقم قبرها عند مواراتها التراب؟
ولا زالت تعد و تواسي نفسها حتى داعبها النعاس و غابت مع أمواج الأرواح المحلقة حولها..
صالحة بورخيص/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق