بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 نوفمبر 2014

العدد السادس عشر لسنة 2014 ...بأقلام اصدقاء البيت ... مقالة .... اللغة الفنية من التجنيس الى التصنيف ...بقلم :أنور غني

العدد السادس عشر لسنة 2014

بأقلام اصدقاء البيت 

مقالة 

اللغة الفنية من التجنيس الى التصنيف

بقلم :أنور غني
 
 
 
 
 
 
لقد بات واضحا للقريب و البعيد ان التعريف الحديث للشعر ،و الفهم الجديد للشعرية و جمالية الشعرية  ،و ما انتجه الابداع الانساني اللغوي في العقود الاخيرة ،كل ذلك و غيره ادى الى ظهور النص العابر للاجناس ، فبدل رد العمل الفني الى جنس ادبي من قصة او شعر او مسرح ، فان القراءة المعاصرة بالفهم المعاصر للغة الفنية عموما و الشعر خصوصا ، ادى الى تضاؤل المطالب التجنيسية و الاتجاه نحو التصنيف الفني للغة الجميلة  ، الا ان هذا العمل يواجه تحديات مهمة اهمها عدم وضوح ملامح دقيقة مميزة لاصناف اللغة الفنية .
لقد بينا ان جمالية اللغة الفنية ترتكز على عنصري التصوير و التجربة ، و ان كل منها يلحظ من حيث الكم و الكيف و المحتوى  ، و كاستقراء اجمالي فان الكيف التصوري يرجع الى التوصيلية و الرمزية و الايحائية و الكم التصوري يرجع الى الكم التقاربي الصغير و الكم التعددي الكبير ، و المحتوى التصوري يرجع الى الواقعية و الخيالية و التجاورية غير بينة المعنى كاللغة الهذيانية  . و اما التجربة فانها من حيث الكم  اما محدودة او واسعة ، و من حيث الكيف توصف بخصائصها الوسائطية التي يتوصل اليها اما بالمباشرية او اللامباشرية البسيطة او اللامباشرية المعقدة ، و اما المحتوى  فيصنف حسب المشترك الانساني  فاما فردية او انسانية محلية او عالمية او كوني  او وجودي شيئي  ،  و العنصر  الثالث اضافة الى الصورة و التجربة هي الاستجابة المشاعرية وهي ناتجة عن المحصلة الجمالية و تابعة للصنف اللغوي  ، و رغم حقيقة ان هذه الفضاءات  ممكن ان تكون بمستويات و درجات مختلفة الا انه بالامكان رد الاصناف اللغوية الى مجموعات محدودة .
ان اساس فكرة التصنيف اللغوي هو حقيقة عدم انفكاك اي عمل لغوي  عن المشترك التعبيري  و هذا المشترك  مهما كانت درجة تنوع مصاديقه فانه بالامكان تحقيق جامع انتزاعي او عنواني من افراده ، لذلك فان النمطية متاصلة في العمل الانساني و كل محاولة للخروج على النمطية هو خلق نمطية جديدة .
يمكن جعل اصناف اللغة الفنية في حقول مجالية معرفية تلحظ فيها عوامل الصورة و التصوير و التجربة و الايحاء .و رغم ان الانظمة المتشكلة ربما تكون غير محدودة و مع التدقيق في التفاصيل تكون غير قابلة للاحصاء ، الا ان التشكيلات الشائعة يمكن ردها الى الاصناف التالية  حسب الصفة الجمالية الغالية .


الصنف اللغوي
الكم التصويري
الكيف التصويري
المحتوى التصويري
كم التجربة
كيف التجربة
محتوى التجربة
الاستجابة الجمالية المشاعرية
التوصيلية
( مثال الشعر الشكلي المباشر الكلاسيكي )
تقاربي
توصلي
وافعي
محدود
مباشر
احد الاريعة
خطابية
الرمزية
( مثال  الشعر الرمزي و شعر النثر )
تعددي
رمزي
خيالي
واسع
لامباشر
بسيطة
احد الاربعة
خطابية-  كتابية
التجلياتية
( مثال قصيدة النثر و النص المفتوح )
تعددي
ايحائي و تجاوري
خيالي و
لا معنوي
واسع
لامباشرية معقدة
احد الاربعة
كتابية

ان الكلام كله هنا عن اللغة المعاصرة ، اي الموروث مما قبل الحداثة ( الاعمال الكلاسيكية) و الاعمال الحداثوية  و  اعمال ما بعد الحداثة ( الاعمال العولماتية )  الا انا بينا ان هذه كلها مراحل نحو قفزة جمالية انسانية  كبرى متمثلة  بما بعد العولماتية ( الاعمال اللاماداتية ) التي لا يكون التداخل بين الاجناس السفلى كالاجانس الادبية ، بل يكون التداخل بين الاجناس العليا اي الفنون فيكون عمل فني غير متميز من اي فن هو هل هو رسم ام ادب ام موسيقى او سينما  و هكذا .
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق