العدد السادس عشر لسنة 2014
بأقلام اصدقاء البيت
النص النثري المفتوح
أحراشٌ تفضحها الفوانيس
بقلم : كريم عبد الله
السفنُ الغارقة في محيطاتها تتشبّثُ
بسبّابةٍ../ الضفة الأخرى مخدوعة بأحلامِ قواربها
التائهة ../ وحبالُ
الوصلِ مفلوفة على جذعِ نخلةٍ هرمة
طيّبتْ مفارقَ الأيامِ وجعّدتْ أحزانها ../ طلعها يتساقطُ منْ مشابكها ../ فتتوقدُ الخرائطُ
خلفَ حواجزٍ مهجورة
مرّتْ تدوّرُ حقولَ السنابل ../ يتناثرُ الظلامُ مبتهجاً بضيائها ../ يتشمسُ على سطحِ
أبراجٍ عميقةٍ
تروّضُ هذا القلق بكنوزِ أنهارها ../ كــ الحنّاءِ تخضّبُ كؤوسَ أسرارهِ ../ تهزُّ لذائذاً
خفيّةً في أرخبيلهِ
تفرشُ تخوتها وثمارها الشهيّةِ ناضجة ــــ شمعةٌ واحدةٌ كافية لبدأ القدّاس
حرثت صدرهُ وبذرت بذورَ القطف ../ تعاويذهُ التي أمطرها آخر الليل ../ صحّرتْ
غيوماً غادرتْ شبابيكهُ
محراثها يحتفظُ بالغازِ رقرقتِ الحقول ـــ تتقافزُ مفاتيحُ الغلال تتراصفُ في قميصها
أطلسها ما زال محتشداً بالمفاتنِ ../ يدثّرُ أحراشاً تفضحها الفوانيس ../ في الطريقِ
دائماً يتعثّرُ بشهقتهِ
كرستالٌ ينوحُ يلهبُ أنفاقه ../ تضاريسها تتطايرُ على هضباتهِ ../ تتنعّمُ المراكب
بطراوةِ مواعيدٍ طافية
تتهوّدجُ الأشواقُ على ظهرِ سحابةٍ تبتسمُ ــــ و في معابدها شعشعتْ غزالاتٌ ترفلُ
بالنشوةِ
كلّ الجروحِ محروثةً في مساماتِ الحنين ../ رائحةُ الينابيعِ تهديءُ فناراتٍ تطفحُ
بالرعدِ ../ وفي أقاصي الوجعِ تهدهدُ شفرةَ الموج
تضحكُ فتحتشدُ الكمنجات في شفتيها ../ يخلعُ رُفاتَ الصحراء منْ نافذتهِ ../
فيتلعثمانِ
سويّةً يرققانِ حواشي اللقاء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق