العدد السادس لسنة 2015
بأقلام أصدقاء البيت
الفوانيس الراقصة
للشاعر : قاسم وادي الربيعي
__________________
(1)
أنا
مدينة تحترق في الليل
تلتهم القناديل بفم الشوارع
تعانق النور الهارب من عيون النوافذ
لصوصها يسرقون رائحة الأبنية
والحب في شرق الأرض صادرته القلوب الميتة
(2)
أنتِ
تغسلين وجهكِ برائحة الأساور
بظل الحرير المختبئ خلف رؤوس السكر
لعابي العالق بين الزهرتين
موال عراقي يمسك القلب
لا خلاص منه
(3)
أنا
. كلما حاولتُ أيقاظ النهر صفعتني أشرعة
الجفاف
آه حبيبتي ...عبثا أبحث عنكِ وسيفي صادره
الأفاقون
الريح لا يحلو لها إلا العبث بنوافذي المهشمة
هم يملكون المشانق وأنا أملك الكلمة
(4)
أنتِ
بطاقة سفر لحضارة اجتمعت بتقاسيمِ وجهكِ
أنتِ قمصاني المثقوبة على مسرح الفوهات
متى أشعر بأنكِ حبيبتي لا سجاني
أمضي كما تمضي الفراشات
أفترش الساحات أهدابي
وأنام بحذائي ودفاتري
(5)
أنا
بوابة الحلم لثريا الفوانيس
المسجونة بين القميص الأزرق
شتموا الضياء فأشتعل الشيب قناديلا
أرادوني أجهض الكلمة على زوايا حقولكِ
أحمل للقادم خجلي بعكاز أعرج
فكنت بعض ناي على حلم خصر برونزي
(6)
أنتِ
لا تجيدين فن الزعيق بوجه نيسان
بيوت النحل تصدر دويا لكن تمطر عسلا
هاتي فوانيسكِ الى قلبي المحاصر بالضبابِ
جلود الشجر أرهقتها العناوين والتواريخ
كتبتُ حركة الشفاه مثل يبس المحابر
سعالنا حين تلتقي الأزقة مساء
لتثير الغبار في طرقات الطاعون الماروني
(7)
أنا
أبحثُ بين الرمل عن دموع السماء
أستجدي الطيف الجميل بين مدن مسافرة
خاطبني اللحن ..
( هذا أنا وهذاك أنت ) (1)
فكسر أنفي عناد الصوت
وخر الجوع يبحث عن بلل
(8)
أنتِ
أيا أنا أيا أنتِ
اجتمعنا في منفى
وننتظر منافي نهبط من خلالها
نزرع البابونج في شقوق الأرض
(9)
أنا
اشتهيت امرأة خضراء
كحقول ( الشلب ) في ميسان (2)
أصنع منها جليد ساخن
يمنح الموت جذر وثمار
يسر الناظرين ..
(10)
أنتِ
الكُل تسكع في كلماتي
البعض يتصفح الزهر الممتد على حروفي
يغريه جلدي المعلق على الحائط
إلا أنتِ مغلقة الشفاه كجدار بابل
تصهره الشمس دون حراك
أخشى فوانيس النجم القطبي
يجتاحها عرق اللهاث ..
(11)
انا
مع المغدورين أبحثُ عن جثتي
أبحثُ عن الرصاصات بجسدي
فوجدت نفسي بلا رأس بلا جسد
(12)
أنتِ
بنت عشها بداية الربيع
فماتت بلا لقاح
(13)
أنا
ستجدوني هناك
أنام على سعفات النخيل
أتابع سراق البترول
كي أكون سارقا بشهادة زور
لتنال مني المشانق
كي يحيا السُراق
(14)
أنتِ
كما تشائين أمنحي السبورة عُمراً أخر
فالعيون تترقب رسم الحروف
مدمنة الأصابع برائحة الطباشير
لا توجد مرايا تهشمها النظرات
........... قاسم وداي الربيعي ..بغداد
\ 2015 ...................
____________________________________
(1)..أغنية عراقية شهيرة ألحان وغناء الفنان
الراحل طالب القروه غلي
(2) الشلب .. هو نبات الرز لكن هكذا يلفظه
فلاحي جنوب العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق