أدباء منتديات نبع العواطف الأدبيّة
(18)
الأديبة منوبية كامل الغضباني
خريجة
مدرسة ترشيح المعلمين
مارست التّدريس لسنوات محدودة
المرحلة الابتدائية تفرّغت للعمل السياسي وتبوأت مواقع قرار متقدّمة
وكم آسف أن سطت السياسة على شغفي بالكتابة لي بعض الخواطر والمقالات منشورة في الصحف الوطنية
في فترة سابقة مرهفة
الحسّ إلى حدّ قد أَبلى فيه (بكّاءة
بامتيازفي بعض المواقف الحساسة) محبّة للتّواصل مع النّاس عفويّة وتلقائيّة جدّا
النص
سأختار
غير مرفئك لأرمي جذوري
فكم اكتشفت أنّ وهم الحبّ كان ذنبا اقترفناه معا...
وكم أيقنت أنّ الأحضان التي آوتنا لم تكن غير شوك
اليوم جمعت رسائلك إليّ وجلست أمام الموقد لتتلقّفها
ألسنة اللّهب ..
.سأدفع بها برفق وسأبكي عليها
ولن أمنع قلبي من أحاديثه عنها وعنك..
سأعبّ دخانها ولن أنسى أبدا أنّ كلّ حرف فيها قد أزهرت
منه روحي وتفيّأته نرجسا وخزامى وأنّها كانت مشبعة بالوله
وكنت فيها دهشة من الكلام...
كريح مدمّرة تركت دويّك عليهاورحلت.
قد ينتابني إحساس مقيت بالنّدم لحرقها وقد تتوقّف
الدّورة الدّمويّة في شراييني ويحتدّ توتّري وشعوري بالضّيق فغرامي بها كبيروغزير
فكم دفنت جوانحك وكم سرى هواك فيها...
وقد أصاب بنوبة هستيريّة وقد انخرط في البكاء عليها وهي
تنام على اللّهب بلا روح ويباغتني رمادها مع رماد فصول ضائعة فتزرع المدى حولي
غصصا ووآهات وأنفاسا حرّى ..
سألقي أصابعي إليها وأوجعها لأنتشل بعضا منها قبل أن
يتحوّل توهجّها الى انطفاء وسأدرك خيبتي وهي تحترق وما عاد ينفع .
فاليوم أدركت يا رفيقي أنّ حبر رسائلك كان نزوة لا أكثر
ترامت على هامش بياض وهتكت مساحاته ولابدّ لها أن تتهالك وتغيب ...
ورقة مقتلعة من رسائل محروقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق