العدد
الثامن لسنة 2015
عالم
الألحان
القدود
الحلبيّة
اختاره
بعناية : علاء الأديب
القدود الحلبية
القدود الحلبية من الفنون الموسيقية السورية العربية الأصيلة
التي اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم .
والقدود منظومات غنائية أنشئت على أعاريض وألحان دينية أو
مدنية، بمعنى أنها بُنيت على قد ، أي على قدر أغنية شائعة، إذ تستفيد من شيوعها لتحقق
حضورها، ومن هنا جاء اسم القد.
المنشأ:
نشأ هذا الفن الغنائي في الأندلس .ثم انتقل إلى بلاد الشام
خصوصاً في حمص وحلب حيث اشتهر بمدينة حلب التي حافظت عليه.
أنواع القدود:
القد الشعبي: وهو عبارة عن منظومات غنائية متوارثة عن الأجداد،
والقسم الأكبر منها لا يُعرف كاتبه أو ملحنه مثل أغاني عموريو يا حنينة وبرهوويا ميمتي،
ومنها ما هو معروف مثل ربيتك زغيرونالتي كانت موشح ("يا صفوه الرحمن") لعثمان
الموصلي و يا طيرة طيري يا حمامةلأبي خليل القباني وسيبوني يا ناسلسيد درويش .
القد الموشح :وعادة يكون مبنياً
على نظام الموشح القديم من حيث الشكل الفني وبصياغة جديدة.وله ثلاثة مصادر:
*الموشحات والأناشيد الدينية المتداولة في الموالد والأذكار.
*الأغاني الشعبية والفولكلورية والتراثية
*الأغاني والموشحات الأعجمية التركية والفارسية على وجه الخصوص.
حلب والموسيقى:
عرف عن أهل حلب وسكانها زمان بعد زمان اهتمامهم بالموسيقى
وفنونها فمنذ القدم كان لمدينة حلب شأن كبير بفنون الموسيقى واحتلت مساحة كبيرة من
حياة أهلها ، لذلك استحقت عن جدارة ان يطلق عليها عاصمة الموسيقى ، وقد كان أهم كتاب
في الغناء لمدينة حلب نصيب كبير منه وقدم إلى أميرها سيف الدولة وهو كتاب الأغاني لأبي
الفرج الأصفهاني ، كما انجز الفيلسوف الفارابي كتابة الموسيقة الكبير في مدينة حلب
، وعرف الكثير من الموسيقيين من الأساتذة الكبار في حلب وخرجت من حلب الوان الموسيقى
العربية .
وفي العصر الحديث كانت حلب مركزا ومدينة اختبار وامتحان لكبار
رواد الموسيقى والغناء في عالمنا العربي مثل بديعة مصابني ، عبده الحامولي ، سيد درويش
، سيد السفطي ، سلامة حجازي ، محمد عبد الوهاب ، كارم محمود ، نور الهدى ، سعاد محمد
والكثير غيرهم من سوريا ومصر . واخذ الملحنيين والموسيقيين من فنون حلب الكثير الكثير
من أشهر المواويل والاغاني وأنواع الموسيقى .
القدود في اللغة:
القد في اللغة هو القامة والمقدار واصطلاحآ هو ان تصنع شيء
على مقدار شيء ، وشيء على قد شيء في الايقاع والموسيقى وما يوافقهم ، وفي القد .. قد
تتماثل القافيتان وحرف الروي في المجمل وهذا هو القدفي أحد معانية ، اما القد الحلبي
أو القدود الحلبية فلها معنى اخر ، فيقال ان القد و الموشح متجإنسان ومتشابهان لكن
القد نوع موسيقى وغناء يختلف عن الموشح ( المشهور في حلب كذلك ) وهو أكثر تقصيدآ والموشح
أمتن تأليفآ وأعلى صنعة وأشد ترابط وأبسط واسهل من حيث ايقاعاته ، هذا من الناحية الموسيقية
واللحنية ، اما من حيث النص الشعري فالقدود والموشحات صنوان ، وانت تتابع وتستمع لكلاهما
ترى شعرآ رائع الألفاظ رفيع المعاني جميل المحتوى ، وقد برع عدد كبير من شعراء القدود
في دمشق وحلب وبعض المدن والمناطق في سوريا .
مشاهير القدود الحلبية:
الشيخ عبد الغني النابلسي - الدمشقي توفي عام 1143 هجري
الشيخ عمر اليافي - المتوفي سنة 1233 هجري
الشيخ يوسف القرلقلي توفى سنة 1251 هجري
الشيخ امين الجندي
الشيخ أبو الهدى الصيادي المتوفي سنة 1327 هجري
محمد النشار المتوفي سنة 1328 هجري
أم محمد التلاوية توفيت عام 1335 هجري
محمد الدرويش
شاكر الحمصي
الشيخ عيسى البيانوني
أبو أحمد اسكيف توفى سنة 1371 هجري
جمال الدين ملص
حسن حساني
بكري رجب
رضا الأيوبي
صباح فخري
قدود وفنون حلبية شاعت واشتهرت:
في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين اضاف الحلبيون
إلى تراثهم الموسيقي الغني جدآ اضافوا أغاني شاعت ، وأساليب غناء تطورت وعرفت من ضمن
الوان الغناء العربي مثل القدود و الموشحات و الموال و الطقطوقة التي تطورت بعد ذلك
على يد سيد درويش و أحمد صبري و محمد القصبجي ورياض السنباطي وداود حسني وزكريا أحمد
، ويعتبر الشيخ عمر البطش - 1885 - 1950 م من أهم من لحن الموشحات وكان من منشدي الزوايا
الهلالية في حلب وقد اجتمع وتعلم على يديه مشاهير المطربين والملحنين والموسيقيين مثل
صبري مدلل و عبد القادر الحجار و بهجت حسان و صبري الحريري ومن التلاميذ بعد ذلك محمد
خيري جليلاتي و عبد الرحمن عطية .
من القدود الحلبية الشهيرة:
يا مال الشام
قدك المياس
تحت هودجها.
(منقول بتصرف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق