العدد
التاسع لسنة 2015
القصيدة
أباطرة
الحشيش غزوا بلادي
للشاعر
: محمد الدبلي الفاطمي
بكم ستبيع صوتك للبغال***وهم رفضوا الشّـــــريف من الرّجال؟
أباطرة الحشيش غزوا بلادي***وسادوا في السّهول وفي الجبال
تربّع جلّهم فوق الكراسي***وقد سلكوا الرّذائل في الخــــــصال
وكيف سيفلح الشّبّان فينا***بمجتــــــــــــــــمع يئنّ
من السّعال؟
نبات القنّب استولى علينا***بنشوته الحشـــــــيش غزا الأهالي
بكم ستبيع صوتك للحمير***وهم نزعوا الحياة من المصـــــــير؟
ألم تر وضعنا يزداد سوءا***وسوء الحال يعصـــــــف بالفــــــــقير
نسافر في المخاوف والمآسي***ونعصر بالتّأفّـــــف والزّفيـــــــر
وليس لنا على الإطلاق حلّ***لأنّ الحــلّ يوجد في الضّـــــــمير
ومن فقدوا الضّمائر في بلادي***تزايد نسلهم ضعف الحــــــمير
بكم ستبيع صوتك يا رفيقي***لمن صنعوا الكلام من النّهــــيق؟
أليس من الخساسة بيع صوت***شهادته انطلاق في الطّريـق؟
وإن نحن انتخبنا فانحــــــرفنا***سنصبح في العباد من الرّقـــيق
ونسقط حينها في قعر قبو***به الأصــــــــوات تسمع كالنّــــقيق
ونرسب كالعوالق في اختبار***يراقبه العــــدوّ مع الصّــــــــــديق
بكم ستبيع صوتك للكلاب***وهم نشروا الفـــــساد مع الخراب؟
أشاعوا النّهب للإنسان جهرا***وباعـــــونا قطــــــــــــيعا
للذّئاب
وها نحن ارتشينا فانبطحنا***وأخرجنا النّهــوض من الحــــساب
نبيع ضمائر الإصلاح فينا***ونلهــــــــــث دائما خلـــــف
السّراب
ونزعم أنّنا بشـــــر بناة***وفي الأفـــــعال نفـــــــــــعل
كالذّباب
بكم ستبيع صوتك للرّعاع***وهم دفعوا الشّعوب إلى الضّــــياع
سماسرة أعدّوا الفخّ قبلا***وقد لبسوا اللّطـــيف من القــــناع
تراهم في الأزقّة كلّ يوم***كلابا في التّـــــحرّك والمــــساعي
يريدون النّجاح ولو بسحت***يوزّّع في الظّـــلام عـــــلى
الرّعاع
وما رسموه للأوطان سار***وقد رســـخ التّلاعب في الطّـــــباع
بكم ستبيع صوتك للقرود***وهم نكروا القــــديم من الوعـــــود؟
أليس البيع للأصوات عارا؟***وكيف سنهتدي هدي الجــــــدود؟
ألفنا الغشّ في وطني فأمسى***رفيقا في الحياة وفي الوجود
نميل إلى التّلاعب ليس إلاّ***ونرتكب الفواحش في الحـــــدود
فتبّا للكلاب من الأهالي***وسحقا للــــــــــــــــــثّعالب
والقـرود
كفى بيعا لصوت الشّعب زورا***فقد كـــــشف الزّمان لنا الأمورا
وأخبرت الصّـــــناديق الأهالي***بأنّ الزّور قد شــــــــمل
القبورا
وفي الأموات من تلقاه حـــــيّا***كأنّه في الوجود طوى العصورا
غريب حال مجتـــــــمع مريض***تعرّض للأذى شطــــــطا وزورا
وفضّل أن يظلّ بلا مصـــــــــير***ولا وعي يكــــــــون
له شعورا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق