بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 4 أكتوبر 2015

العدد العاشر لسنة 2015 ... القصيدة ... غــصّــة للشاعر : ناظم الصرخي





العدد العاشر لسنة 2015

القصيدة

غــصّــة

للشاعر : ناظم الصرخي







مـن أين أبـدأ والأحـــزان تعـصـرني
 من حالة الهـدم أم مـن حالـة الوهــنِ

مـن أيـن أبـدأ ؟ مـن تغـريـب سـنبلةٍ؟
 أم مـن ديارٍ خلـتْ فـي غفلـة الزمــنِ

أم مـن كــلابٍ عَـوَتْ عـزْفــاً على وترٍ
 أنـغـامـهُ لَحَــنتْ فـي منطــقٍ عـفـــنِ

جـاءت تحـفُّ بهــا أحقـادهـــا زمـراً
 فسـرْبلـت عفّــة الأفـــراح فـي كفـــنِ

أنيابها أفصحت عـن بُغْضهــا وبدتْ
 خـبـْث النوايـا بأشـكـال مـن الفتـــنِ

أزهارنا هاجـرت مـن روضهـا قُلُعتْ
 والجـهل ســاد على الأرواح والبــدنِ

الجمْــع مرتهـن ٌ فـي حسـبـة نفقــتْ
 والتاث أمرهـمُ في الفـرض والسـنـنِ

ضاعـت مبادئـهم ،أخلاقهـــم وهنـتْ
 فضاع عصفورهمْ والخيط في الدجـن

حــادتْ بصيرتهـم عـن درب خالقهـا
 فاقـتـاد عُـــورهمُ أعـمـى بـلا فـطــــن

ســاد الغبــيّ فهـلْ تـرجـى لمعضلــةٍ
 أن ترتقي الحـل في حِـلٍّ عـن المحــنِ

من أين أبـدأ؟ والأوطــان قـد سُـلِبـتْ
 من قبلها القـدس إذ باتت على حَـزَنِ

لـو أن بعــض دمٍ ممـا أريـق جــــرى
 في عِـرْقِ زيتونهـا ما بات في شجـنِ

لكــنّ فطنـتـنــا قــد شـــابهـــا خَــــوَرٌ
 واسـتوطـنت روحنــا مــدّاحة الــوثنِ

إن الكفــوفَ التي قـد صفّقــت مـلقــاً
 عيـن الكفـوف التي باعــت بلا ثمــنِ

واليـوم قـد بدّلـتْ أَجـلالــهـا طـمـعـــاً
 ما زاد من خزيـهـا رهــنٌ لـمـرتهــنِ

بانـت نجاســاتهمْ فاحـت بمـا حملـتْ
من منْتِـنِ القيح والأرْجـاس والعفـنِ

لكـنّ يا صـاحِبـي مـا بِـيـع لـيس لــهُ 
 فـي دارة الكــون مـن شـبهٍ ومقـتـرنِ

إذا تبـارى، شمــوس الكــون قاطبة
 لــه ســتـكـسـف إجـــلالاً بـلا ضِـغَـــن

من أيـن يا لائمـي أسمـو بمفـردتــي
 والحــرف قـد نالـه ذبْـحٌ مـن الـوَتـَـنِ

هم ألجمـوا شـفتيْ عـن كــل باســمةٍ
واستكثروا همستي في ومضة الوسَنِ

آهٍ على زمـــنٍ ســــاد الـزنيــــم بــه
 واسـتوطن الـدار عـلجٌ غيـر مـؤتَمـنِ

ناديت يا وطنـي ليــل الطغــاة مضى
 صـاح البـــلاء بنـا بـاقٍ ولــم يـهــــنِ

صيـّرْت من خـافقـي نـذراً كـمنتـَهَــلٍ
 للســائريـــن الـى العليـــا بـلا منــــنِ

دمعـي على واحتــي مـا كفّـهُ جــدبٌ
 مـدرارهُ ســابِغٌ كالنــازل ِ الهَتــــــنِ

أدعـو إلـه السمــا والأرض يحفظهــا
مـن كـل شـرٍ بدا فـي زرقـة الـوطــــنِ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق