بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 2 يونيو 2018

العدد الثالث لسنة 2018 ثَوْرَةُ الجِّيَاع - للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز/ العراق


العدد الثالث لسنة 2018

ثَوْرَةُ الجِّيَاع

- للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز/ العراق 




لا تَنَامِي يا جِياعَ الشَّعْبِ
فَالدُّنْيَا بِهَا مِسْكُ الْخِتَامِ

عَلِّمِي أَبْناءَكِ الجُّوعَ لِكَيْ
يَسْتَقْبِلُوا شَهْرَ الصِّيَامِ

لا تَنامِي وَاعْلَمِي أَنَّ ذِئَابَ
اللَّيْلِ تَصْحُو في الظَّلامِ

هُمْ أُناسٌ ما لَهُمْ عَهْدٌ
يَعِيشُونَ عَلى السُّحْتِ الْحَرَامِ

قَلَبُوا الدُّنْيَا ظَلَامَاً
فَادْلَهَمَّتْ في مَتاهاتِ الْحُطَامِ
- - - - - -
لا تَنامِي يا جِياعَ الشَّعْبِ
فَالأَحْفادُ هُمْ دُونَ الفِطَامِ

أَنتِ مَنْ يَصْنَعُ مِنْهُمْ
مَنْ يُعيدُ الْحَقَّ كَالٍبَدْرِ التَّمَامِ

لا تَنَامِي إنَّ لِي في جَدِّكِ
الْمَوْسُومِ في صِدْقِ الْكَلامِ

ما يُعِينُ الْعَزْمَ يُحْييهِ
كَمَا الرُّوحِ على سَجْعِ الْحَمامِ

لا تَنَامِي وَاتْرُكي الرُّوحَ
كَمَنْ يَغْفُو على حَدِّ الْحُسامِ

فَهُناكَ الْبَرْزَخُ المَوْعُودُ
يَأْتِي دَوْرُهُ قَبْلَ الْخِتامِ

وَاشْبَعِي مِنْ نَوْمِهِ مِرْتاحةِ
الْأَجْفانِ مِنْ دُونِ صِدامِ
 
- - - - - - -
 
لا تَنَامِي وَاتْرُكِي السُّرَّاقَ
يَلْهُونَ بِأَصْنافِ الطَّعامِ

وَالغَوانِي عَارِيَاتٌ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ بِقُمْصَانِ الْمَنَامِ

غَارِقَاتٌ في هَوَاهُنَّ
وَقَدْ ذُبْنَ على نارِ الْغَرَامِ

وَالشِّفَاهُ الْحُمْرُ بانَتْ كَهِلالِ
الْعِيدِ مِنْ تَحْتِ اللِّثَامِ

سَوْفَ تَأْتِيهِم على حِينٍ
وَهُمْ في غَيِّهِمْ سُمْرُ السِّهَامِ

وَامْلَئِي الدُّنْيَا عَويلاً
فَوْقَ أَسْماعِ اللِّئامِ

وَامْطِرِيهِمْ مِثْلَ سِجِّيلٍ
تَرَامَى مِنْ على وَجْهِ الغَمَامِ

وَاصْفَعِي بالنَّعْلِ مَنْ خَانُوا
وَباعُونَا بِمَعْسُولِ الْكَلامِ

وَاحْكُمِيهَا يا جِياعَ الشَّعْبِ
وَارْمِيهَا كَمَا الْمَوْتِ الزُّؤامِ
 
- - - - - -
 
لا تَنَامِي فَطَرِيقُ النَّصْرِ
مَحْفُوفٌ بِأَخْطارٍ جِسامِ

وَاصْنَعِي مِنْ جَرْحَكِ الدَّامِي
حَرَاكَاً دَائِمَاً مِثْلَ الْغَمَامِ

عَلَّ مَنْ تَعْنِينَهُمْ يَصْحُونَ
مِنْ نَوْمٍ وَمِنً كُثْرِ النِّيامِ

لا تَنَامِي وَاصْنَعِي أَيَّامَنَا
فَخْراً كَهَاماتِ الكِرَامِ

لا تَنَامِي فَالْهَوَى فينا
طَغَتْ نِيرانُهُ حَتَّى الْهِيامِ

هَذِهِ الأَرْواحُ فَوْقَ الرَّاحِ
تَأْبى النَّوْمَ مِنْ دُونِ احْتِكامِ

مزَّقُوهَا فَاسْتَحَالَتْ مِثْلَ
طَابورٍ على سُوحِ الْقُمامِ
 
- - - - - -
 
لا تَنَامِي ما بَقَى في الْقَوْسِ
إِلَّا رَمْيَةٌ مِنْ غَيْرِ رَامِ

وَامْسِكِي الْمِقْوَدَ فَالْخَيْلُ
عِرَابَاً جَامِحاتٍ كَالغَمَامِ

تَنْهَبُ الْأَرْضَ بِفُرْسَانٍ لَهَا
وَقْعٌ وَمِنْ دُونِ لِجامِ

لا تَنَامِي سَوْفَ تَأْتِيكِ جِياعُ
الأَرْضِ مِنْ بَيْنِ الرُّكَامِ

عِنْدَما حَلَّ بها التَّهْجِيرُ
نَادَى جُوعُهَا حَتَّى الْهَوامِ

وَاسْتَغَاثَ النَّاسُ مِنْ حَرٍ
وَمِنْ بَرْدٍ وَمِنْ كُثْرِ الزِّحَامِ

وَاسْتَغاثَتْ نَاقِلاتُ الْبَحْرِ
وَالْبَحْرُ وَأَزْلامُ النِّظَامِ
 
- - - - - -

خُدْعَةٌ أَبْطالُهَا الْعُمَلاءُ
قَدْ كُتِبَتْ وَفِي جُنْحِ الظَّلامِ

مِنْهُمْ الأَعْوانُ والجِّيرَانُ
مِنْ عَرَبٍ وَأَبْناءُ العَمَامِ

وَزَّعُوا أَدْوارَهَا لَيْلَاً سُكَارَى
عِنْدَ حَانَاتِ المُدامِ

ثُمَّ أَسْمُوهَا رَبيعَاً عَرَبِيِّاً
يَمْلَأُ الصَّحْراءَ مِنْ وَرْدِ الْخُزامِ

فَانْبَرَتْ أَشْواكُهُ فِينَا رِماحَاً
سَعَرَتْ مِثْلَ الجُّذامِ

فَأَطالَتْنَا وَمِن صَنْعَاءَ
حَتَّى الْكَرْخِ في دارِ السَّلامِ

لا تَنَامِي فَبِلاد الضَّادِ
لا يَحْلُو لَهَا أَنْ لا تَنَامِي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق