بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 مارس 2015

العدد الخامس لسنة 2015 .... بأقلام أعضاء البيت .... ( الجحيم ) .... للشاعر : أنور غني الموسوي







العدد الخامس لسنة 2015


بأقلام أعضاء البيت


( الجحيم )



للشاعر : أنور غني الموسوي











أفيقي أيتها الأرض الكؤود ، تعلّمي من سلال الجحيم المتراقصة كأضواء بركة قرمزية فوق أشلاء اليمن السعيد . أجلسي هناك في الزاوية ، تحت الشمس عسى أنْ يغسل شعاعُها روحَك الميتة ، حيث الطائرات الأسطوريّة التي لم أرها من قبل ، ترسل نسائم الموت الى ضحكات القات الحالمة .
يا للحبّ الكبير ، ثم يأتي صديقي التعس ، يتحدّث لي عن الوجد الشفيف ، و كأنه لا يرى بيته المحترق ، و لا جثته المتفحمة ، و لا يرى أخاه الصغير ينحر كخروف بنيّ في الساحة العامة ، ليس لشيء الا لأنّ في عينيه أثراً من حضارة غاربة . الا أيها لغافل التعس ، لا مكان لأغنيات الوجد في زمن الجحيم . فمن هناك من قلبك المفتون كانت عاصفة و كان الجحيم . نار حمقاء قديمة أحرقت بقرتي و عنزتي ، ألبستني ثوب المرار ، و ألماً عريضا يفيض بالخسارات .
أيتها النار الرخيصة يا ذَنَب المدن الضاحكة ، متى تتركيني أغفو بهدوء وسط حبّات البقل و أغصان التين الابيض ؟ حرّريني من سباتي الشتوي كضفدع بركة آسنة مررت بها يوما في صيف أخّاذ ، أيتها الدمى ، حّرري مدن البحر من الملح المريض ، حرّري يدي و قهوتي و مسكا صنعته الأبدية الراقدة في الرمل .
يا مدن الجحيم ، يا فتيات المعبد الأخير ، شوارعي تفيض بالأشلاء الملوّنة ، عجباً لكلّ هذا البرود ، أيعقل أنك أتيت من مجرّة الثلج ؟ حيث تُقدّم الدماء في أواني الذهب الكبيرة ، و الجماجم البنيّة تتيه في قدور من إسفلت ، مع شيء من البطاطا و الكوكاكولا ، لقد رأيتها هناك ، في عالم الجحيم الثلجي ، الأقدام لا ترضى بالسير الا على جسد الإنسان و حلمه المقهور ، يا للإنسانية ، يا للأمن البنفسجي ، يا للشرعية الرفيعة.



أنور غني الموسوي

27\3\2015










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق