بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 مارس 2015

العدد الرابع لسنة 2015 ...بأقلام أعضاء البيت ... الشاعر شكري مسعي ... من ديوانه الأولّ " ترانيم " مريمُ تفتّشُ عن وطنٍ ...








العدد الرابع لسنة 2015

بأقلام أعضاء البيت

الشاعر شكري مسعي  

من ديوانه الأولّ " ترانيم "

مريمُ تفتّشُ عن وطنٍ ...




و تعانقتْ كلُّ الجراحِ

و نزَّ مِنْ وجـْهِ المَدينـَة

بَعْضُ ما بـَقِيَ عَلى الخَدِّ الجريحْ 

هِيَ مَرْيـَمُ كتَبَتْ عَلَى كَلِّ النـَّوافـِذِ قِصَّةَ الوَطَنِ الكـَبِيرِ

يُطِلُّ مِنْ عـَيْنِ الصَّبـَاحْ

زيْتُـونَةٌ يَا تُونُسَ الأَوْجـَاعِ

و الفَرَحِ المُكـَمَّمِ فــِي تَـعَارِيــجِ الصِّيَاحْ

ظِـلِّي وَ مَريَمُ قـَدْ أطَلـَّتْ مِنْ عُيُونٍ فِي السَّمَاءْ 

صوْتِي و مَرْيَـمُ تَرْتَدِي ثَـوْبَ البَــهَـاءْ 

الأرضُ تـَشْرُقُ بِالدّمُوعِ وَ مَرْيمُ تـَقـِفُ هُنَاك ..

عَلَى رَصِيفِ الخــوْفِ يَسـْكـُنُها الرّجَاءْ

شَجـَرٌ .. وَ أشَرِعـَةٌ ومَاءْ

وجْهُ المَدينـَةِ فِي أكُفِّ الشــَّامِتِينَ و فِي اخْتِلاجَاتِ المَساءْ

و القَطْـرُ منْ رحـِمِ السّمـَاءْ

قدْ شَحَّ ..أذْبَـلَهُ الخَـوَاءْ

حتَّى المَطرْ

لم يَأْتِ فِي ذاكَ الصَّبـَاحْ

و تَيـَبَّسَتْ وَجَـَنَاتُ هـَاتِيكَ المدنْ 

ماتَ الشَّجَرْ

و الأَرْضُ غـَامَتْ في تَجاوِيفِ الشُّحُوبْ 

منْ قـَبْضَةٍ شَدَّتْ عَلَى خِصْرِ الشَّجـَرْ

كتبتْ علَى الأهْدابِ أُغـْنِيةَ الرُّجـُوعْ 

خَطَّتْ عَلَى ثَغـْرِ المَرافِئِ وَ الحَجـَرْ

هذاَ صَبَاحُكِ مَرْيـَمُ هَيـَّـا ارْقُصِي 

غَنـّي مَوَاوِيـلَ الحُقُـولِ و داعِبِي قَلْبَ الوَتـَرْ

اللّيْلُ يـــَأْذَنُ بِالجُثـُومِ علَى المَدينَهْ 

و الصَّمْتُ يَمْلأُ كُلَّ أَرْصِفـَةَ المَدينهْ

و هناكَ فِي أقْصىَ المَدِينَـةِ

بَيْتُ مَريَمَ قـَدْ غـَفَا يَجـْتاحُهُ ضَوْءُ القـَمَرْ

ترْعَاهُ أجْنِحَةُ السّـَمَاءْ

ومنَ الوَرِيـدِ إلَى الوَرِيـدِ يُنَقّـِطُ النَّبْـضُ الثَّرَى

يهْـمِي عَلَى الوَجَنَاتِ و الأطْفالُ قـَدْ وَقـَفُوا هُنـَاكْ 

علَى رَصِيفِ الخَوْفِ يَرْقُـبُهُ الرّجاءْ

و مَدِينَةُ الأطْفَالِ قدْ شَاخَتْ وَ أرّقَهـَا النَّزِيفْ 

لِوُجـُوهٍ أطْفـال نَسَـوْا طعْمَ السَّكِيـنَةِ وَ الفرحْ

غنّتْ مساءاتُ المدِينـَةِ كلَّ ألْـحَانِ الفرَحْ

نسَجَـتْ طُيُورُ الغَابِ أردِيَةَ الفَرَحْ

لِعـُيونِ مَريَمَ يُسْكَبُ ماءُ القَصيـدِ عَلَى شِفاهٍ مِنْ دُرَرْ

لعُيونِ مَريَمَ تَنْحَنـِي كَلُّ القَوافِي 

فِي جَلابِيبِ الخـَفَرْ

آن لِمَرْيَمَ أنْ تـُغَنِّي العيدَ .. تزْهـُوَ .. 

تَبْدأَ الفرَحَ الفقِيــدْ 

ترسُمَ وَجـْهَ الرَّبيعِ عَلَى الجَـداوِلِ وَ الشَّجَرْ

تحْكِي لأطْفالِ المَدِينةِ قِصَـّةَ الوَطَنِ الذَّبيحْ 

مرّتْ خَفـَافِيش المَدِيـنَةِ تُطـْلِـقُ الصَّوْتَ النّكِرْ

مرّتْ وَ مَريَمُ لمْ تـَخَفْ

ثَبَتتْ وَ فِي يَدِها العَلمْ

و الرّيحُ تَعْبَثُ بالعَلَمْ ..

و بشَعْرٍ مَرْيَمَ يَقْتَفِي مَوْجَ العَلـَمْ

و يُـقاوِمُ الرِّيحَ العَنِيــدَةَ و اخْتِلاجَاتِ المَطَـرْ..

آنَ لِمَرْيَمَ أنْ تـُعِيدَ النُّورَ للْوَطَنِ الشَّريدْ 

وَ تُحدِّثَ الأطْفالَ عَنْ وَطَنٍ جَديدْ

آنَ لِمَرْيَمَ أَنْ تَقُـولَ لأُمَّهـَا و لكُلِّ أَطْفَالِ المَدِيـنَةِ 

إِنّهَا وجَدَتْ مَفـَاتِيحَ الوَطَنْ ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق