بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 يناير 2016

العدد الأول لسنة 2016 .... بأقلام اصدقاء البيت .... سَيّدَةُ البَيْت .... للشاعر : محمد الزهراوي







العدد الأول لسنة 2016

بأقلام اصدقاء البيت

سَيّدَةُ البَيْت

للشاعر : محمد الزهراوي




قتَلتْني عيْناها
وَهِيَ الجرْح
الّذي صارَ
لَدَيّ مَكاناً.
سَعيدٌ منْ تُحِبُّهُ
ولا تضُنُّ بِالْحُزْنِ
على الشُّعراءِ.
تُدْفِئُني بِاسْتِمرارٍ
مُذْ بَدأتْ
تضَعُ الكُحْلَ
مُذْ فاضَ
بِيَ النّهرُ..
معَ أوّلِ شُعاعٍ
أي!..
مُنْذُ اجْتاحتْني
الرُّؤى الكَوْنِيّةُ
وجرَفَنِي التّحوُّلُ.
وكَوْنِي..
غَريب الهَمِّ كنَبْعٍ
شَهِدَتْ
فِي الهَوى
كُلّ سُكْري.
لا اسْمَ لَها
ولا رسْم.
إنّها..
تشْكيلٌ وَرِثْتهُ
وسَليلَةُ الأناشيدِ.
لا الْخيْلُ ولا
اللّيْلُ يبْكي علَيَّ
أوْ دونَها يلْحقُنِي..
دَمي مُلَوّثٌ
بِها مِن النّهْرِ
إلَى النّهرِ..
يقولُ الأطِبّاءُ.
مَخْطوطَةٌ فِي
روحِي..
كبُرْجِ مرْفإ
وخطْوُها
فِيّ أجْملُ مِنْ
إيقاعٍ..
وسطَ القَصيدَةِ.
أرْمقُها قَلِقاً
تُفّاحُها أمامي
يَحْمرُّ خجَلاً.
إذْ تبْدو..
كأنْ لَم
يَمْسُسْها بشَرٌ.
وفِي حظْنِها
كُلُّ هَزائِمي.
كمْ حاوَلتْ
نفْسي السّلُوَّ.
جِئْتُ أشكوها
إغْتِرابِيَ الكافِرَ
حِمَمِيَ الزّرْقاءَ
على شمَعَةٍ
فِي ظلامِ وحْدَتِي
وطيَرانِها البَعيدِ.
كوْنُها..
أكثَرُ إنْسانِيّةً
ولَم يَمْسُسْها
بشَرٌ غيْر
مُلوكِ الطّوائِفِ.
فَإذا بِها
كابْنَةِ الدّهْرِ
وعَدا..
ما عِنْدها
مِن الْخِبْرَةِ
أعدّتْ إلَيّ
الْكثيرَ مِنْ
جَحافِلِ
الْمُلِمّاتِ.
كأنّما..
كُلُّ الآلِهَةِ
زوّدَتْها
بِهذِهِ الفُنونِ
واخْتارتْها
عاشِقَةً
لِتعْذيبي.
أنا لا أتَطاوَلُ
على
سَيِّدَةِ البَيْتِ.
فضْلاً عنْ هذا
وعنْ موسيقاها
الصّاخِبَةِ..
عَجيزَتُها بحْرُ
شَرِسٌ وفحْشُها
النّهارِيُّ..
يُهَدِّدُ كُلَّ
الْمدُنِ بالزِّلْزالِ.
كيْف لا أقْتَرِف
معَها الشّعْر..
هِي أيْظاً مُغْرَمَةٌ
بِيّ كَحُمّى
المُتنبّي وعَيْناها
نَهْرُ كُحْلٍ يتْبَعُني
بِما أوتِيَتْ مِن
العِدى والسّكاكينِ
كلّ حَجَلِها أمامي
ولا خوْفَ مِنّي
أوْ عَليّ..فأنا
نسْرُها الْهَرِمُ
أُهَدِّدُ أعْشاشَها
العَفِنَةَ بِالطّوفانِ
ولكِنّها كثيراً
ما تُشْعِرُنِي
بالْحُزْنِ..
كَسيْجارَةٍ أوْ
مَحْكومٍ بِالإعْدامِ


هناك تعليق واحد:

  1. الأستاذ علاء الأديب امْتِناني لِشخْصِكَ الأرقى واهْتِمامِك بِحَرفي ونشْره في مجلّتكم الألِكترونِيّة لِلبيبْت الثقافي العِراقي الذائِعة الصيت شكرً لكم ولِكُلِّ العاملين بِها وأتمنّى لكم ولها كُلّ الّرقِيِّ والانتِشار ولِلعِراق الحبيب الحُريّة والتّقدّم والازدِهار

    ردحذف