بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 مارس 2015

العدد الخامس لسنة 2015 ... بأقلام أعضاء البيت .... لا تصمتي (نداء للمرأة) .... للشاعرة ..عواطف عبد اللطيف





العدد الخامس لسنة 2015

بأقلام أعضاء البيت

لا تصمتي (نداء للمرأة)

للشاعرة ..عواطف عبد اللطيف




لَا تَصْمُتٍي

لًا لًا تًقٌولي إنَّنِي لَمّا كتبتُ مَخاضِعَة

يَاقُدوةً للطّفلِ فِي العَيْشِ المُنعّمِ بِاحْتِرَام

مُدّي يَدَيكِ بِقوةٍ نَحوَ الحَيَاةْ

هَاتِي لهمْ ممّا لديكِ مِنَ الأسَامي اللّامِعةْ

قدْ خًطّها التَارِيخُ مُنتشِياً على بَاقِي مَحَطّاتِ الزّمانْ

فرشتُ لهم كُلَّ الدّروبِ وسَاعدتَهم فِي الحُرُوبْ

في كُلّ شيءٍ جيدٍ عَنْهم تَنوبْ

لَكنّهم قدْ شَوهُوا مَعنَى الكَلامِ وشَرّعُوا ما يَرغَبُونْ

قُولِي لَهُم : لَنْ أنْحَنِي

لَا تَكسِرُوا فِينا القُلُوب

لِبنُودِكم أنَا رَاجِعة

حتّى وإنْ مَن مَثّلتني قَانِعة

فَهِيَ الّتي ظلتْ لَكُم فِي كلِّ أمرٍ طَائِعةْ

ولِصَوتِنا المَسمُوعِ ما كانتْ بيومٍ سَامِعة

كُلُّ الأمورِ تَدهْوَرتْ وتَفَاقَمَتْ

عُنْفُ الرّجال

قَتلُ النّساءْ

وأدُ الطّفولةِ والحَيَاةِ بلا حَيَاءْ

هَذا حَرَامْ

هَذَا حَلاَلْ

وَغَدتْ تَسِيرُ بِنا بسرعةِ موجةٍ للفَاجعة

قُولِي لهم :

إنّي أنا البنتُ التي طمحتْ لترفعَ إسمَكم بين الأنامْ

في علمِها وبزهوِها

وشعارُ حَالي صارخٌ : العلمُ نورْ

لَنْ أكتفي بِالجَامِعةْ

قولي لهم : 

إنّي أنا الأمُّ التي سَهرت وربّتْ بِالدّموعْ

لا للتحجرِ والغباءِ والازدِراء

لا تغبنوا حقّ النّساء

في أرضِنا الدّنيا نَراهَا واسِعة

قُولِي لَهُم :

إنّي اّلتي قَدْ أعْشَبتْ لَكُمُ الدّروبْ

وَتَبرعَمتْ مِنْ تحتِ أقدامِي بألوانِ الزّهورْ

لغدٍ يضوعُ محبةً .. لغدٍ جسور

هلْ مِنْ مزِيد

مَاذا أتيتمْ منْ جَديد

أنا كالحديد

وأنا الّتي وقفتْ كسدٍ للخطُوب

كَيْ لا تجوعُوا أو أجُوع

وأمامَ عينِي تكبرُونْ

في كُلّ يومٍ تسألونَ متى نَعُود؟

ينتابكم وجع كبير

علّمتكم معْنَى الإبَاء

معنَى الوفَاء

معنى الصّديق

معنَى الأمَانَةِ والنّضالْ

والصّبر عند الجِوعِ لا بيعَ الضمير

رغمَ المرارِ وكلِّ أنواعِ العذابْ

أفهمتهمْ معنى التعثرِ بالمَسِير ؟

معنى الشّهامة حينَ تحتدمُ الخطُوب ؟

معْنى الكرامةِ في نفوس المخلِصِين ؟

وبِدونِها سَيكونُ قلبُ المرءِ كالرّجل الضَرِير ..

علمتكمْ معنَى الوَطَنْ

معنَى التوحّد بالمَصِيرْ

معنى الإباء

لنجاحكمْ أنا صَانِعة

لنْ أنثنِي

وعَنِ الحقوقِ مُدافعة

لنْ أقبلَ العيشَ الذليلَ كَما النّعامْ

أوْ كالجَوارِي فِي الزّحام ْ

لنْ أرتضِي يَوماً أكونُ كأمعةْ

شهواتكمْ تجري ورائي كالغديرْ

ما همكمْ غيرَ التّمتّعِ بالسرير

قُولِي لَهُم :

لنْ أرتَضِي يَوماً أكونُ الرّابعة

بلْ أنّني النِصفُ الجَمِيل

ولتفهموا أن الحياةَ شراكةٌ قامتْ على أُسِّ المحبةِ والوئامْ

إنّي أنا رمزُ الأمُومَةِ والحَياة

كالنّجم أبْقَي في سمَاكُم ساطِعة

8\3\2014

عواطف عبد اللطيف





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق