العدد الخامس لسنة 2015
بأقلام أصدقاء البيت
كرنفـــــــــــــــــــال
للشاعر : عبد الرزاق الحمزاوي
منذ أربعين جرحا
وماء وطين
وأنا مزدحم بالأمواج
رأسي مثقوبة
وحزيــــن
منذ مرّ المذاق
وأوبة الإحتراق إلى جثّتي
وأنا مترع بالأمنيات
سيبدأ الكرنفال
بعد حين
الشّراع قناع
والسّفر مقصوص الجناحين
وجه البحر سراب
وخان القانعين
منذ خمسين وثلج
ووطن في الجبين
وأنا يذبحني ابتعادي
فكيف للرّيح
توزّع على الشّبابيك أنفاسي
عصافير وياسمين
منذ الرّمل
والماء الممزّق بالعاصفة
يعلن الرّحيل الرّحيل
في أسمائهم
كيف السّبيل والأشرعه
ضوء الصّباح حمّى
والحروف سقطت أصابعها
هل غير الصّمت
على الأرصفه ؟
لم يعد في المكان مكاني
يا لها الشّمس
كم تمتاز عليّ
وأمتاز عليها بأحزاني
وكم مرّة خبّأتني
في الظلّ
وفي المواني
وكم مرّة
غسلت دمي
وضيّعت ألواني
رخام الرّوح ريحان
وروحي أهازيج الحادي
وخيمة العائدين إليّ
كي يعود مكاني
ما لها السّماء نسيت
أن تسكب فوق احتراقي قطرها
ما لها الأرض
تدور عكس شرقها
وما ظلّ من الظلّ
ما أشقّـــه
كي أراها أو تراني
من هناك
من ذاك المكان
النّجم إلتمع
الحلم اتّسع
وهل رجع
ذاك المسافر
أو اضطجع
هذا الزّمان غارق
مارق
فلا للخيل سروجها
أو مروجها
ولا للبحار موجها
أو للخيام أوتاد وحلول
أسرت بي يسراي
نحو رجع الصّدى
الغرب ثلج
والشّرق فتيل
وأنت
أنت أيّها الواقف
رغم انهمار السّيل
مرتفعا ، مرتفعا
يناديك الفرات
وينأى عنك
ظلّ سامقات النّخيل
وحدك المتّهم
باجتياح أوردتهم
وحدك الحقيقة
مازلت مرهقا بالصّهيل
منذ أربعين وهمس
وأمس خبا
سور المدينة
تخطّاه أبو الهول
ثمّ اختفى
منذ اشتعال الماء
مترنّحا
ينزف اللّيل
أسرار الفجر الأزرق
ها نستأجر شقّة
للوجوه البيض
ها يمشي في شوارعنا القفا
منذ الرّماد
والكساد
وسيوف الحداد
تحدّيت حدود الحديد
وناديت جيادي
من أين لي بالعتاد
ورق رقّ لحالي
إذا
هو مناخ الحروف الجديدة
إذا
هي لغة الجراد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق