العدد السادس لسنة 2015
أنغام خالدة
الموسيقى أقدم اللّغات
الموسيقى لغة يفهمها كل البشر أنها أقدم
وسيلة للتعبير عرفها الانسان حيث كانت الطبيعة هى معلمه الأول سواء كان ذلك من خلال
صوت المطر أو الرياح - أو أمواج البحار أو أصوات الحيوانات.
ولأن الموسيقى جزء من تكوين الانسان فقد
وجد العلماء ان لها تأثيرا كبيرا على صحته النفسية والجسدية.
فبعد ابحاث استغرقت عشرات السنين تم تسجيل
التغيرات التى تحدث لنا عند الاستماع للموسيقي.
يستقبل الجزء الايمن من المخ الموجات الموسيقية
بعد نقلها من الأذن ومنه الى الجزء الايسر لتبدأ عملية تحليل الصوت ويتدفق الدم الى
المخ.
وبعد دقيقة واحدة من الاستماع للموسيقى
المفضلة يبدأ افراز مادة الدوباجين المسئولة عن الإحساس بالسعادة اما بعد دقيقة أخرى
يشعر الشخص بالتغيير فى الحالة النفسية والعصبية فيبدأ فى الاسترخاء وتتحسن حالته المزاجية.
فيشعر اذا استمر الاستماع للموسيقى بضع ساعات بحدوث تحسن اكبر حيث تحل الافكار الايجابية
مكان السلبية ويشعر الشخص بالتفاؤل.
وقد وجد العلماء ان الموظفين الذين يعملون
فى مكان به خلفية موسيقية تقل لديهم معدلات التوتر ويزداد الانتاج. كما ان الاستماع
إلى الموسيقى يجدد من شباب المخ وينشط الذاكرة كما يقول الطبيب الامريكى هانا بلادى
فى أحدث ابحاثه التى نشرتها مجلة العلوم النفسية والعصبية بولاية جورجيا وقد اجرى الطبيب
مع مجموعة العمل الخاصة به ابحاثا على عدد من الاشخاص فوق سن الستين لمدة عشر سنوات
فوجد ان الاستماع للموسيقى يوميا قوت ذاكرتهم وأصبحت اذهانهم اكثر صفاء.
وفى فنلندا أجرى العلماء ابحاثا على
100 من تلاميذ المدارس سنهم ما بين أربع وتسعة سنوات فوجدوا ان الاطفال الذين يدرسون
الموسيقى مع باقى العلوم تكون نتائجهم الدراسية أفضل خاصة فى الرياضيات والمواد التى
تعتمد على المنطق.
ولم يقتصر تأثير الموسيقى على الحالة النفسية
والذهنية وإنما امتد ليترك بصمته على الصحة الجسدية، فقد تبين من الدراسات التى أجريت
على الاشخاص الذين يستمعون الى الموسيقى بانتظام تحسن حالة القلب والشرايين وانخفاض
ضغط الدم المرتفع وتحسن حالة المرضى الذين يعانون من سرعة خفقان القلب ويعتمد الاطباء
فى كثير من المراكز الصحية حول العالم على الموسيقى لعلاج العديد من الأمراض العضوية
والنفسية.
وسواء كنت تفضل الموسيقى الكلاسيكية أو
المعاصرة المهم هو أن تستمع اليها يوميا لتنتفع بفوائدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق