العدد
الرابع لسنة 2015
بأقلام أعضاء البيت
وجه في مرآة التّيه
الشاعر والكاتب بشير الشيحي
وجهك
الطّافح في صباحات الحلل المغتسل بالانتظار يتنشّق لهيب صراخ
خاتل
أشجان الشّتاء,
وجهك صرير آهة ترهّل نزيفها, مرآة جرح نازف يغسل
بقايا
ذاكرتي.
والمطر
الغريب يسأل وجهك عن عطر أغانيك في تناسل الورد, في شهوة
النّدى
تبلّل رغو اللّمى, وجهك يضطجع أمطاري, يحتفل في أشعاري, يزرع
دهشة
الأصوات ويهذي في معابر الذّكريات ثمّ يعود الى العطش سهادا
يجرف
شفتيّ الى خصر فاتن المجرى. وجهك النّائم في المعنى , يقتات
من
البصر, يطيب فاكهة في ألحان تلبّست سعف النّخيل لتعبر الأندلس
الى نشيج الخلجان, ودمعك المسائيّ طرّز دهشة
الفجر . وجهك يتسلّل
نديّا الى قرطبة, ينهض فاتنا كملحمة, تمدّد,
تلبّد , تجدّد وتدثّر في
جلجامش برماد الأصوات في جمجمتي, وجهك شهيق يعدو
في خاصرتي.
وأنا أمرّ سحابة تصارع الصّقيع, تدفع ذاتك الى
بكارة دماء مغتربة التّوقيع,
الى عويل أباريق تنشّقت غضيض الدّمع فترهّل بوحها
في زفرات التّيه, في
محلاّت اللّغة.
هو وجه يعفّر مولد الذّاكرة بطيب شهوة حالمة, قمح
من قوافل البربر,
جموح طلل بديع الزّخارف, طليق الأغصان, يعود وجهك
معرّفا, يحاصر انيّة
الماء فيأتي زبدا, ينفلق مطرا وينأى عن خواطر
العاشقين, يكفكف أنّات
الغابرين, يعتلي وحشة الغائبين.فاح ياقوت وجهك
فاصطفيت اشعاع حلم
صاخب في عينيك, يتنفّس ليلي, يقاسمني انهمار
الشّهوة,
وارتعاشةجفن محنّط في زاوية الصّمت. حريق هو فوق
صدري, دبيب في
مراثي الدّمع, والوجه يهمّ أن يكون نزق قبلات
تناثر صداها, تكاثر مداها,
وعيناك سبائك أشعّة صارخة في مداد السّيل.
لدي ليلا مخضّب الرّشفات, لدي وجها طريّ المنى,
لدي الخمائل خببا
والمروج طربا.طرّزي رياحك عجبا وتنشّقى العطر لهبا.صوّري
فتنة الموج
القادم من اللّمى ارتماءة طير,
جنون ليل وكوني للوجه هسيس قمر
يسامر أصوات الرّؤى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق